ـ[عندي بعض الأسئلة عن الشخص الذي صلب بدلا من عيسى عليه السلام، فقد قرأت أنه الشخص الذي خان عيسى (ص) وكان شبهه وأنه صلب بدلا منه، وفي مكان آخر قرأت أنه من أصحاب عيسى ضحى بنفسه وصلب بدلا من عيسى. فما هي الحقيقة؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله:
ورد القرآن ببيان أن عيسى عليه السلام لم يصلب ولم يقتل وأنه رفع إلى السماء، ولم يرد نص من الوحي يبين لنا تفاصيل ما جرى يوم شُبِّه على اليهود ما شُبِّه عليهم، لكن صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن المسيح عليه السلام قال لمن كان معه من أصحابه في البيت:(أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في درجتي؟ فقام شاب من أحدثهم سنا، فقال له: اجلس. ثم أعاد عليهم فقام ذلك الشاب، فقال: اجلس. ثم أعاد عليهم، فقام ذلك الشاب فقال: أنا , فقال: أنت هو ذاك. فألقي عليه شبه عيسى ورفع عيسى من روزنة في البيت إلى السماء) .
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (٤/٣٣٧) معلقا على هذا الأثر: "وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس، وكذا ذكر غير واحد من السلف أنه قال لهم: أيكم يلقى إليه شبهي فيقتل مكاني وهو رفيقي في الجنة" انتهى.
ثم قال رحمه الله (٤/٣٤١) : "واختار ابن جرير أن شبه عيسى ألقي على جميع أصحابه" انتهى.
وهذا وارد في أثر عن وهب بن منبه رواه ابن جرير رحمه الله وذكره ابن كثير (٤/٣٣٧) وفيه أنهم لما أحاطوا بعيسى وأصحابه ودخلوا عليهم: (صورهم الله عز وجل كلهم على صورة عيسى، فقالوا لهم: سحرتمونا ليبرزن لنا عيسى أو لنقتلنكم جميعا) حتى خرج إليهم واحد منهم بعدما وعده عيسى عليه السلام بالجنة فأخذوه وصلبوه.
لكن قال ابن كثير بعده:"وهذا سياق غريب جدا" انتهى.
وقال أيضا رحمه الله (٤/٣٤١) : "وبعض النصارى يزعم أن يودس زكريا يوطا ـ وهو الذي دل اليهود على عيسى ـ هو الذي شبه لهم فصلبوه، وهو يقول: إني لست بصاحبكم أنا الذي دللتكم عليه. فالله أعلم أي ذلك كان" انتهى.
هكذا ختم ابن كثير رحمه الله هذا البحث بقوله:"فالله أعلم أي ذلك كان".
والعلم بهذا ليس من ورائه كبير فائدة، ولو كانت لنا إليه حاجة لبينه لنا نبينا صلى الله عليه سلم.