يسأل عن مواضع الحجامة
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم الحجامة في رمضان؟ وما هي مواضع الحجامة؟ مع بيان الأمراض التي يعالجها كل موضع؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
سبق في جواب السؤال (٣٨٠٢٣) أن الحجامة من مفسدات الصيام، ولذلك لا يجوز للصائم فعلها إلا إذا كان مريضاً محتاجاً إليها، فيحتجم ويفطر، ويقضي يوماً مكانه.
ثانياً:
وأما مواضع الحجامة:
١- فقد روى البخاري (٢١٥٦) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم من وجع كان به) . ورواه مسلم (١٢٠٣) من حديث ابن بحينة رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم بطريق مكة وهو محرم وسط رأسه) .
٢- وروى أبو داود (٣٨٦٠) والترمذي (٣٩٠) وابن ماجه (٣٤٨٣) عن أنس رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثا في الأخدعين والكاهل) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
قال في عون المعبود: " قال أهل اللغة: الأخدعان: عرقان في جانبي العنق يُحجم منه. والكاهل: ما بين الكتفين وهو مقدم الظهر ".
وقال ابن القيم رحمه الله: " والحجامة على الأخدعين، تنفع من أمراض الرأس وأجزائه كالوجه والأسنان والأذنين والعينين والأنف والحلق إذا كان حدوث ذلك من كثرة الدم أو فساده أو عنهما جميعا " انتهى من "زاد المعاد" (٤/٥١) .
٣- وروى أبو داود (٣٨٦٣) عن جابر رضي الله عنه: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ عَلَى وِرْكِهِ، مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ) وصححه الألباني في صحيح أبي داود. (الوَثْءٍ) : وجع يصيب العضو من غير كسر.
٤- وروى النسائي (٢٨٤٩) عن أنس رضي الله عنه: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ مُحْرِمٌ، عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ، مِنْ وَثْءٍ كَانَ بِهِ) والحديث صححه الألباني في صحيح النسائي.
فهذه خمسة مواضع ثابتة في السنة: الرأس، والأخدعان، والكاهل، والورك، وظهر القدم.
وثمة مواضع أخرى يعرفها المختصون بالحجامة.
قال ابن القيم رحمه الله: " والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم، إذا استعملت في وقتها، وتنقي الرأس والفكين. والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن، وهو عرق عظيم عند الكعب، وتنفع من قروح الفخذين والساقين، وانقطاع الطمث، والحكة العارضة في الأنثيين. والحجامة في أسفل الصدر نافعة من دماميل الفخذ، وجربه وبثوره، ومن النقرس والبواسير " انتهى من "زاد المعاد" (٤/٥٣) .
وأما تفصيل الكلام على الأمراض التي تعالج بالحجامة، والموضع المناسب لها، فيرجع فيه إلى العارفين بالحجامة.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب