حكم العمل في مجال معالجة الصور بالتجميل وتغيير الخلقة
[السُّؤَالُ]
ـ[من المعروف أن التصوير الفوتوغرافي عليه الكثير من الشبهات، أريد معرفة ما حكم معالجة الصور عن طريق برنامج الفوتوشوب، يقوم هذا البرنامج بتجميل صورة الشخص وتغير بعضاً من ملامحه، ووصلت الفتنة بأن تأتي بعض الفتيات ويقمن بطلب تغيير لون العيون أو حتى ترقيق الحاجبين، وكذالك محو أي عيب في الوجه وتغير تسريحة الشعر! .
أريد من حضرتكم توضيح حكم الشرع في هذه الأعمال، وأود تفصيل كامل عن مصدر الإفتاء حتى أوضح للبعض من الناس كل البراهين والدلائل.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
اختلف العلماء المعاصرون في حكم التصوير الفوتوغرافي، وسبق في جواب السؤال رقم (١٠٦٦٨) ، (١٢٧٨٦) أن الراجح تحريمه.
ثانياً: بعض العلماء الذين ذهبوا إلى إباحته وعدم تحريمه اشترطوا لذلك عدة شروط:
١- أن يكون الغرض من الصورة مباحاً، كجواز السفر، والرخصة وما أشبه ذلك.
٢- ألا يتدخل المصِّور في الصورة بتعديل أو تجميل.
٣- ألا تكون صورة محرمة كصورة امرأة متبرجة ونحو ذلك.
وواضح أن هذه الشروط لا تنطبق على ما هو موجود بالسؤال، وبهذا يبّين أن هذا الفعل المسئول عنه حرام.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" الصور الفوتوغرافية الذي نرى فيها؛ أن هذه الآلة التي تخرج الصورة فوراً، وليس للإنسان في الصورة أي عمل، نرى أن هذا ليس من باب التصوير، وإنما هو من باب نقل صورة صورها الله – عز وجل – بواسطة هذه الآلة، فهي انطباع لا فعل للعبد فيه من حيث التصوير، والأحاديث الواردة إنما هي في التصوير الذي يكون بفعل العبد ويضاهي به خلق الله، ويتبين لك ذلك جيداً بما لو كتب لك شخص رسالة فصورتها في الآلة الفوتوغرافية، فإن هذه الصورة التي تخرج ليست هي من فعل الذي أدار الآلة وحركها، فإن هذا الذي حرك الآلة ربما يكون لا يعرف الكتابة أصلاً، والناس يعرفون أن هذا كتابة الأول، والثاني ليس له أي فعل فيها، ولكن إذا صور هذا التصوير الفوتوغرافي لغرض محرم، فإنه يكون حراماً تحريم الوسائل " انتهى.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين "(٢ / السؤال رقم ٣١٨) .