كم عدد المرات التي ينبغي أن يدعى فيها غير المسلم؟
[السُّؤَالُ]
ـ[كم هي عدد المرات التي يمكننا أن نلقي فيها محاضرات على أشخاص من غير المسلمين، والذين يظهر عليهم عدم الاهتمام بالرسالة التي نحاول إيصالها لهم؟ نحن مجموعة من المتطوعين للقيام بالدعوة، ونحن نقوم بزيارة الورش والمصانع والمستشفيات. وفي أغلب الأوقات فنحن نقوم بإعادة الزيارة للموقع الواحد ٤ أو ٥ مرات. لكننا وجدنا أنه لا يوجد من يستمع إلينا. أما بعض الذين يجلسون فيكونون ممن أمرهم (أجبرهم) صاحب المؤسسة على الحضور.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
نسأل الله أن يجزيكم خيرا، وأن يبارك في عملكم وسعيكم.
ليس هناك عدد معين لما ينبغي إلقاؤه من المحاضرات على من ذكرت، بل ذلك يرجع إلى عدد المواقع، التي تزورونها والوقت المتاح لديكم، ومدى إقبال الناس عليكم، فالحكمة مطلوبة من الداعية في دعوته، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه الموعظة حتى لا يسأموا وهكذا فكونوا، احرصوا على الدعوة بالتي هي أحسن، واختاروا الزمان والمكان المناسب للدعوة.
والداعية لا ييأس من تكرار دعوته مرات ومرات، فإن أمر القلوب بيد الله تعالى، وما على الداعية إلا البلاغ، والكلمة التي قد يستهين بها الداعية ربما ظل أثرها في قلب المدعو سنين ثم تكون سببا في هدايته.
وهذه الكلمة – حتى تؤتي ثمارها - ينبغي أن يصحبها الابتسامة، والرحمة، والرغبة الصادقة في إنقاذ هؤلاء المساكين، وانتشالهم من ظلمات الكفر والإلحاد، وإن استطاع الداعية أن يضيف إلى كلمته مالا أو مساعدة، فليفعل فإن ذلك يعطي مصداقية لما يعرض من القيم والمثل، ويهيئ القلوب لاستقبال ما يرد عليها من الخير، ويزيل ما فيها من البغض والصد والإعراض.
وكذلك السعي في حل ما يعرض لهؤلاء المدعوين من مشكلات مع أصحاب الأعمال التي يعملون عندهم، له أثر كبير في جذب قلوبهم إلى الداعية، وقديما قيل:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم فطالما استعبد الإنسان إحسان
وخير من ذلك قول الحق سبحانه:) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت / ٣٤.
وينبغي أن تتركوا بيد هؤلاء المدعوين ما ينظرون فيه حال فراغهم، وعند غيابكم، من نشرات ومطويات وكتيبات، فإن تفكر الإنسان في الحق حال انفراده بنفسه أدعى لقبوله والإذعان له.
وليكن من دعوتكم التوجه إلى أصحاب الأعمال أنفسهم بالنصيحة بأن يحسنوا إلى هؤلاء العمال ويظهروا لهم حسن أخلاق الإسلام، فكثيراً ما كان ذلك سبباً لإسلام العمال، كما أن سوء معاملة صحاب العمل وظلمه للعمال قد يكون سبباً لصدهم عن الدخول في الإسلام.
وفقكم الله تعالى وجعلكم هداة مهتدين
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب