ذكر الله في الحمام
[السُّؤَالُ]
ـ[هل يجوز للمسلم أن يقرأ القرآن أو يتذكر الله (تفكرا) في قلبه, ودون أن ينطق بذلك, وهو في الحمام؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
١. الذكر ذِكران: ذكر باللسان مثل قراءة القرآن والأذكار والأدعية التي رغَّب الشرع بفعلها، وذِكر بالقلب وذلك بالتفكر الله تعالى وعظمته وقدرته، والتفكر في مخلوقاته سبحانه وتعالى، أو تمرير القرآن على القلب، وهذا ليس له أجر قراءة القرآن على هذا التمرير لأن الأجر معلق على القراءة، وهي لا تكون إلا باللسان، ومثله: الأدعية، ويشترط فيها أن تكون باللسان ولا يكفي فيها تمريرها على القلب.
وقد فرق العلماء بين الذكرين، فقالوا: يكره أن يذكر الله تعالى في الحمام بلسانه تعظيماً لله أن يذكر في هذا المكان، وأما الذكر بالقلب فقالوا: لا يكره ولا بأس به.
ويدل على الفرق بين الذكرين أن العلماء اتفقوا على أن الجنب يجوز له أن يمر القرآن على قلبه، أما لو قرأه بلسانه وتلفظ به فهو حرام.
وقال النووي:
اتفقوا على أن الجنب لو تدبر القرآن بقلبه من غير حركة لسانه لا يكون قارئا مرتكبا لقراءة الجنب المحرمة. " شرح النووي على صحيح مسلم " (٤ / ١٠٣) .
قال ابن المنذر في الأوسط:
وقال عكرمة لا يذكر الله وهو على الخلاء بلسانه ولكن بقلبه.
" الأوسط " (١ / ٣٤١) .
وقالت اللجنة الدائمة:
من آداب الإسلام أن يذكر الإنسان ربه حينما يريد أن يدخل بيت الخلاء أو الحمَّام، بأن يقول قبل الدخول: " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث "، ولا يذكر الله بعد دخوله، بل يسكت عن ذكره بمجرد الدخول.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (٥ / ٩٣) .
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز:
الذِّكر بالقلب مشروع في كل زمان ومكان، في الحمَّام وغيره، وإنما المكروه في الحمَّام ونحوه: ذكر الله باللسان تعظيماً لله سبحانه إلا التسمية عند الوضوء فإنه يأتي بها إذا لم يتيسر الوضوء خارج الحمَّام؛ لأنها واجبة عند بعض أهل العلم، وسنة مؤكدة عند الجمهور.
" فتاوى الشيخ ابن باز " (٥ / ٤٠٨) .
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب