ـ[أنا مسلم والحمد لله، لكن مشكلتي أني أعيش داخل نفسي، فلا أجد من يفهمني من الناس إلا القليل ولذا أفضل العزلة والسرية في كل أموري. فلا أخبر من هم حولي عن نفسي ولا عن صفات شخصيتي، فأنا أحب أن أكون أنا بنفسي.
على سبيل المثال إن أردت فعل شيء ما فلا أخبر به أي أحد مهما كان قريبًا مني ولو كان من إخواني المؤمنين. وهذا لا ينفي أني حقًا أحب من يتّبعون القرآن والسنة. وأحب علماء الإسلام أمثال الإمام البخاري ومسلم والشافعي والألباني ومن على شاكلتهم، وأود أن أكون يومًا مثلهم. فأرجو منكم نصحي ماذا أفعل لعلاج شخصيتي هذه؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
هذه الحالة التي تعاني منها تتعلق بنمط شخصيتك، وهي لا تعتبر مرضا نفسيا حقيقيا، والأمر الضروري في علاج مثل هذه الحالات هو تطوير المهارات الاجتماعية، وهذا من الممكن جداً، ولكن يتطلب المثابرة والصبر والتدريب الاجتماعي المتواصل.
ويتلخص البرنامج التدريبي في:
أولاً: أن تهيئ نفسك من الناحية العقلية والذهنية والجسدية لمخالطة الناس، والصبر عليهم، والتجانس معهم قدر الاستطاعة.
ثانيًا: مارس أي نوع من الرياضة الجماعية مثل كرة القدم - مثلاً – حيث يحدث فيها نوع من الاحتكاك والتخاطب الشعوري واللاشعوري
ثالثا: انضم للجمعيات والأعمال الخيرية والتطوعية، واحضر حلقات التلاوة ومدارسة القرآن الكريم.
رابعا: حاول أن تعرض نفسك على أحد الأطباء النفسيين الثقات، لكي يرشدك إلى بعض السلوكيات العلاجية المفيدة.
خامسا: تجنب الإحساس بالبعد عن المجتمع، وحاول نسيان كل ما من سببه أن يقوي هذا الإحساس لديك، فقد يكون سبب الانطوائية موقفاً تعرضت له، أو محنة مررت بها، فاستعن بالله على علاجها ونسيانها.