حديث: (صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم)
[السُّؤَالُ]
ـ[ما صحة هذا الحديث؟ قال النبي صلى الله عليه وآله: (أكثروا الصّلاة عليّ، فإنّ صلاتكم عليّ مغفرةٌ لذنوبكم) .]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
هذا الحديث لا يصح سنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، إنما روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما بسند ضعيف جدا، ولفظه: (أكثروا الصلاة علي، فإن صلاتكم علي مغفرة لذنوبكم، واطلبوا لي الدرجة الوسيلة، فإن وسيلتي عند ربي شفاعة لكم) .
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
"ضعيف جدا، رواه ابن عساكر (١٧/٢٤٦/١) ، عن ناشب بن عمرو الشيباني: نا مقاتل بن حيان عن أبي صالح عن الحسن بن علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، ناشب بن عمرو الشيباني، قال البخاري: منكر الحديث. وقال الدارقطني: ضعيف" انتهى.
"السلسلة الضعيفة" (رقم/٢٢٥٢) .
وما جاء في هذا الحديث من أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لمغفرة ذنوبه، قد ثبت في حديث آخر.
روى أحمد (٢٠٧٣٦) والترمذي (٢٤٥٧) - واللفظ له - عن أبي بن كعب رضي الله عنه قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ فَقَالَ: مَا شِئْتَ. قَالَ: قُلْتُ: الرُّبُعَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: النِّصْفَ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قَالَ: قُلْتُ: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ. قُلْتُ: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ) وحسنه الألباني في "سنن الترمذي".
قال ابن القيم رحمه الله في "جلاء الأفهام":
"سئل شيخنا أبو العباس عن تفسير هذا الحديث، فقال: كان لأبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه؟ فقال إن زدت فهو خير لك. فقال له: النصف؟ فقال: إن زدت فهو خير لك ... إلى أن قال: أجعل لك صلاتي كلها؟ أي: أجعل دعائي كله صلاة عليك؟ قال: إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك. لأن من صلى على النبي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ومن صلى الله عليه كفاه همه، وغفر له ذنبه. هذا معنى كلامه رضي الله عنه" انتهى.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (منْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ. حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ) رواه البخاري (٦١٤) .
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب