يمتنع عن الإمامة وتعليم القرآن لأنه يقع في بعض المعاصي
[السُّؤَالُ]
ـ[في قريتنا ٥ مساجد والسادس قيد الإنشاء ولا يوجد فيها كلها إمام فبعضها فيه مؤذن والباقي ليس فيها وفي يوم الجمعة يأتينا خطيب قد لا يتقن الفاتحة وهو مخصص من وزارة الأوقاف. وفي غير الجمعة يصلي بنا المؤذن ويقرأ الفاتحة جيدا وباقي السور يغير في بعض الحركات والأحكام والحروف أحيانا.وعندنا شاب يتقن القراءة حتى إنه يعلم القرآن أحيانا ويحاول حفظه ويطلب العلم أحيانا لكنه يرتكب المعاصي كالنظر إلى النساء وغيرها ويترك أحيانا قراءة القرآن ومطالعة كتب العلم والأحاديث ولا يقبل بأن يؤم الناس وأن يعلم القرآن بسبب ارتكابه للمعاصي ولأنه أعزب ولأن أخته تدير البلدية (في بلادنا يقل من يغطي وجهه من النساء ويكثر الاختلاط بين الأقارب) وهو كما يقول يشك في الإخلاص حتى إنه ترك الزواج لأن أقاربه يجلسون ونساءهم مع بعض دون تغطية الوجوه ويخاف أن لا يستطيع منع زوجته من الجلوس معهم.ما الحل جزاكم الله خيرا؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
ينبغي أن يقدم للإمامة الأقرأ لكتاب الله، العالم بالسنة المطبق لها؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا) رواه مسلم (٦٧٣) ، وقوله صلى الله عليه وسلم:(إِذَا كَانُوا ثَلاثَةً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ وَأَحَقُّهُمْ بِالإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ) رواه مسلم (٦٧٢) .
فإن لم يوجد، فيقدم الأمثل فالأمثل.
ثانيا:
من كان يخطئ في قراءة الفاتحة بإسقاط بعض الحروف، أو تغيير معنى الآيات: فصلاته باطلة؛ لأن الفاتحة ركن من أركان الصلاة، ويجب عليه أن يصحح قراءته، وأن يتعلم قراءة الفاتحة على الصواب؛ إلا أن يعجز عن تعلم ذلك، بعد اجتهاده فيه، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها. لكنه إن كان إماماً فلا يصلي وراءه إلا من كان مثله أو دونه في إقامة الفاتحة.
وينظر جواب السؤال رقم (٧٠٢٧٠) .
ثالثا:
ينبغي نصح هذا الشاب المتقن لقراءة القرآن بتقوى الله تعالى، والبعد عن المعاصي، والإقبال على نفع الناس تعليما وإقراء، ولا يضره كون أخته تكشف وجهها أو تعمل عملا مختلطا، فإنه لا تزر وازرة وزر أخرى.
وليعلم أن الوقوع في المعاصي لا يمنع من الإمامة، ومن سائر أبواب الخير الأخرى، وأن الشيطان قد يصرف الإنسان عن الخير بهذه الحجة وهي وقوعه في المعاصي.
فعليه أن يبادر بفعل الخير، وأن يجتنب الشر ما أمكن، وليعقد العزم على ذلك، وليخلص نيته لله تعالى، ولا يلتفت لوسوسة الشيطان، وإن كان قادرا على الزواج فليتزوج، وليختر من النساء: المستقيمةَ الصالحةَ الحريصةَ على الحجاب والعفة، وسيجدها بإذن الله.