للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعاني من وسواس قهري فيسب ويلعن فهل هو مؤاخذ شرعاً؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أعاني من الوسواس القهري خصوصاً في الصلاة أو في دورة المياه أعزكم الله أو في السيارة إذا كنت وحدي، ونوع الوسواس الذي لدي هو اللعن والسب، ألفظ به غصباً عني مثل ألعن نفسي أو أبي أو أمي وأحياناً غصباً عني. أرجو توجيهي للطريقة الصحيحة للعلاج.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

يحرص الشيطان على إفساد عبادة المسلم بالوسوسة، ويستطيع المسلم دفع هذه المكائد بالاستعاذة بالله تعالى من شرِّه، وبالوقوف على الأحكام الشرعية والقواعد الفقهية، فإذا شكَّ في عدد الركعات أثناء الصلاة ولم يدر كم صلَّى بنى على الأقل وسجد للسهو قبل السلام، وإذا شك هل طلَّق أم لا فالأصل أنه لم يطلق، وإذا شك في وجود نجاسة فالأصل أن بدنه وثيابه طاهران، وهكذا.

وهذه الأحكام في الشك الذي ليس مصدره الوسوسة، فإن كان شكّاً بوسوسة فلا يلتفت لكل ما يلقي الشيطان في باله، وليس له حلٌّ إلا الاستعاذة بالله من الشيطان وإهمال هذه الوساوس، وعدم الالتفات إليها، ومثله لو شك بعد الطهارة والصلاة فيهما لم يلتفت إلى شكه هذا.

وإذا لم تندفع هذه الوساوس بالاستعاذة، وغلبت على المسلم حتى قال أو فعل ما لا يريده كان ذلك هو " الوسواس القهري " وهذه علَّة مرضية ينبغي طلب العلاج لها بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة، وبالأدوية المباحة، ولا مانع من مراجعة طبيب مسلم موثوق في دينه وعلمه الشرعي.

وإذا جرى على جوارح صاحب هذا الوسواس ما لا يستطيع دفعه، أو قال بلسانه ما لا يستطيع منعه: فلا إثم عليه، وهو معذور في الشرع؛ لأن تكليفه وحاله هكذا من التكليف بما لا يطاق، وهو ممتنع في الشرع؛ لقوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا) البقرة/٢٨٦، وقال تعالى: (فّاتَّقٍوا اللهّ مّا اسًتّطّعًتٍمً) التغابن/١٦.

وقد سبق في جواب السؤال رقم (١٠١٦٠) قول الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:

" وكذلك أيضاً لو خطر في قلبه ما ذُكر من سبِّ الله عز وجل، أو سب المصحف أو غير ذلك من الكفر: فلا يلتفت لهذا، ولا يضره، حتى لو فُرض أنه جرى على لسانه هذا الشيء وهو بغير اختيار، فإنه لاشيء عليه " انتهى.

ولمعرفة المزيد حول حالتك ومعرفة ما تعالج به نفسك من الرقية الشرعية والأذكار النبوية: نرجو الاطلاع على أجوبة الأسئلة التالية: (٣٩٦٨٤) ، و (١٠١٦٠) و (٥٩٩٣١) و (٦٢٨٣٩) و (٢٥٧٧٨) و (١٢٣١٥) وهي أجوبة نافعة للمبتلى بالوسوسة، فنرجو أن تستفيد منها، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>