للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتب لها قائمة بالمفروشات بشرط أن تعيش معه بلا مشاكل مدة سنة

[السُّؤَالُ]

ـ[تم كتابة قائمة مفروشات لزوجة مشروطة أن تسلم إليها بعد سنة إذا التزمت بالمعيشة بدون مشاكل مع زوجها، ولكنها لم تلتزم من أول شهر، وفي كل مرة تكون هي المدانة، فما موقف الوسيط الذي تم إيداع القائمة أمانة عنده؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا: قائمة المفروشات لا تخلو من حالين:

الأول: أن تكون ملحقة بالمهر، كما هو المعمول به في بعض البلدان، فيكون المهر هو مجموع ما يعطى للزوجة من ذهب أو نقود، وما يكتب لها كقائمة الأثاث، وقد يضاف إلى ذلك مبلغٌ مؤخر. فإذا كان الأمر كذلك، وكانت هذه القائمة ملحقة بالمهر، فهي زيادة في المهر معلقة على شرط، وهو التزام الزوجة بالمعيشة بدون مشاكل مع زوجها مدة سنة، وتعليق الزيادة في المهر على شرط محل خلاف بين الفقهاء، فمنهم من يمنع ذلك، ومنهم من يجيزه.

وقد اختار الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (١٢/٢٦٨-٢٧٠) جواز هذا الشرط إذا كان له غرض صحيح، ولا شك أن حسن عشرة الزوجة لزوجها غرض صحيح، فعلى هذا، يصح هذا الشرط ولا يلزمك إعطاؤها قائمة الأثاث لأنها لم تلتزم بالشرط.

الحال الثاني: أن لا تكون هذه القائمة ملحقة بالمهر، وإنما هي هبة من الزوج، علّقها على شرط استقامة الزوجة وعدم إثارتها المشاكل خلال سنة.

والهبة المعلقة على شرط صحيحة، ولا تلزم إلا بحصول الشرط، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. حكاه عنه في "الإنصاف" (٧/١٣٣) .

والحاصل: أن الزوجة لا تستحق هذه القائمة، لعدم التزامها بالشرط، سواء كانت القائمة ملحقة بالمهر، أو كانت هبة مشروطة من الزوج.

لكن ... إذا حصل نزاع وادعت الزوجة أنها وفَّت بالشرط، وأن التقصير أو الاعتداء كان من الزوج، فهنا يجب عرض الأمر على المحكمة الشرعية، أو على رجل على علم ليحكم بينهما ويفصل في النزاع.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>