ـ[قرأت في بعض كتب التاريخ بأن إدريس هو أول الرسل وأنه قبل نوح، فهل هذا صحيح؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
" أول الرسل عليهم الصلاة والسلام نوح عليه الصلاة والسلام، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وأما قبل نوح فلم يبعث رسول، وبهذا نعلم خطأ المؤرخين الذين قالوا: إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان قبل نوح، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: في كتابه: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) النساء / ١٦٣.
وفي الحديث الصحيح في قصة الشفاعة " أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له: أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض " فلا رسول قبل نوح، ولا رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلم لقوله تعالى:(ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) الأحزاب / ٤٠
وأما نزول عيسى بن مريم، عليه السلام في آخر الزمان فإنه لا ينزل على أنه رسول مجدد، بل ينزل على أنه حاكم بشريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن الواجب على عيسى وعلى غيره من الأنبياء الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى:(وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) آل عمران / ٨١، وهذا الرسول المصدق لما معهم هو محمد صلى الله عليه وسلم كما صح ذلك عن ابن عباس وغيره ".