ـ[يوجد في الأسواق بعض المساحيق والدهانات التي توضع على الشفاه بقصد تكبير حجمها للزينة في المناسبات، ويكون مفعول هذه الدهانات مؤقتاً، أي: أن تكون الشفاه كبيرة – منتفخة - لمدة ساعة أو ساعتين بعد ذلك تعود إلى طبيعتها، فهل يجوز استخدام هذا الدهان؟ وهل يعتبر هذا من تغيير خلق الله أم أنه يقاس على العدسات الملونة التي تتخذ للزينة؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أباح الله تعالى للمرأة أن تتزين لزوجها، وأباح لها التزين أمام النساء والمحارم، إلا أن هذه الزينة لا يجوز أن يكون فيها مخالفة للشرع، فلا يجوز وضع مساحيق تسبب لها الضرر في بدنها، كما لا يجوز أن تكون هذه الزينة فيها تغيير لخلق الله تعالى، فالكحل والحناء وما يشبههما ليس فيها تغيير لخلق الله، بخلاف تفليج الأسنان والنمص والوشم، فإنَّ فِعْل هذه الأشياء فيه تغيير لخلق الله من حيث الشكل واللون، ولذا كانت هذه الأفعال محرَّمة ومن كبائر الذنوب.
فعن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال:(لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى) رواه البخاري (٥٩٣١) ومسلم (٢١٢٥) .
ومما يشبه تلك المحرمات ما جاء في السؤال من وضع كريمات لنفخ الشفاه، وهو بخلاف وضع لون مباح غير ضار للشفة، فإنه ليس تثبيت لونٍ كالوشم، بل هو مؤقت لا يخرج عن حكم الحناء والكحل للعين، ولذا فالذي يظهر لنا أن تكبير الشفتين بهذه المساحيق لا يجوز، لأنه تغيير لخلق الله تعالى، وأقبح منه وأشد تحريماً مَن تجري عملية جراحية لنفخ شفتيها، وما عُرفت هذه الأمور إلا في حال الضعف والانهزامية والتبعية للغرب الكافر، ولم ترض تلك النساء بما خلقهن الله عليه حتى رحنَ يعبثن بأجسادهن تكبيراً وتصغيراً بحثاً عن الجمال في غير خلقة الله تعالى! وبعضهن أصبحن مثار سخرية الناس عندما نفخت شفتيها حتى صارت كشفتي البعير! هكذا علَّق عليها من رآها من الناس.
لذا فيجب على المرأة المسلمة أن تعتز بدينها وأخلاقها وأحكام شرع الله تعالى، وأن تبتعد عن تقليد الكافرات والفاسقات، وقد أباح الله لها من الزينة الشيء الكثير، ولم ينهها إلا عما فيه ضرر عليها في بدنها وخلقها ودينها.
وفي جوابنا على السؤال رقم (١٠٠٦) ذكرنا أنواع جراحات التجميل، وذكرنا أن من المحرمات منها: جراحة تكبير الثديين وتصغيرهما، وهو مثل حكم نفخ الشفتين، فليراجع.
هذا إذا كان تكبير الشفتين أمراً دائماً مستمراً، لكن إذا كانت ـ كما ورد في السؤال تعود لطبيعتها بعد ساعة أو ساعتين-، فلا يظهر مانع من ذلك، بشرط أن تكون الوسيلة المستخدمة في ذلك ليس فيها ضرر، وفي هذه الحالة يمكن تشبيه التكبير بأدوات التجميل التي تلون البشرة بألوان صناعية ثم تزول بعد فترة.