ترتكب المحرمات مع خطيبها
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا فتاة مسلمة واصلي وأخاف ربي كثيراً ولكن عندي مشكلة أني أعرف شخص وتقدم لخطبتي وأبي وافق ولكن كل مرة يؤجل الموضوع لأسباب عائلية ونحن لا نستطيع الصبر فكل ما يمر الوقت أجد نفسي متعلقة به كثيراً وهو كان يطلب مني مقابلته كثيرا، واجتمعنا أكثر من مرة ونتحدث، ونقبل بعضنا كأننا متزوجان وحتى الملامسة واعرف انه حرام وخطاْ وبعد المقابلة أتشاجر معه واكره نفسي واستغفر ربي واصلي صلاة الاستخارة في هذا الشخص إذا كان صالحاً لي أم لا وكل مرة أقول له خلاص لا نجتمع إلا بالحلال ونعاود نفس الخطأ أريد حلاً ساعدوني.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
ذكرت من سؤالك أنك محافظة على الصلوات الخمس كما أنك تخافين الله عز وجل كثيراً، فنرجو أن تكوني على خير، ونسأل الله عز وجل أن يثبتك على الإيمان والعمل الصالح وأن يبعد عنك الشر والفساد.
ثانياً:
إن الشرع المطهر قد سد جميع الطرق المفضية إلى الوقوع في الفواحش، قال تعالى: (ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) فعبر بالقرب منها المفضي إلى الوقوع فيها، كما حذرنا الشرع من اختلاط الرجال بالنساء، فقال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء، فقالوا: يا رسول الله أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت) متفق عليه.
والحمو هم أقارب الزوج من الأخ وابن عمه وابن خاله وغيرهم.
كما حذرنا من الخلوة بالأجنبية فقال صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا وكان ثالثهما الشيطان) أخرجه أحمد، والترمذي، والحاكم، وقال الألباني: صحيح (صحيح الجامع برقم ٢٥٤٦) .
كل هذا من أجل حماية الأعراض من الوقوع في الفاحشة وسد كل الطرق المفضية إلى جريمة الزنا.
ثالثاً:
إن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يتم العقد، فخروجك مع هذا الرجل الأجنبي ومقابلتك له واجتماعك به وما يتبع ذلك من الأمور التي ذكرتها كل ذلك من المحرمات، فاتقي الله وامتنعي عن مقابلته حتى يتم العقد الشرعي وصارحيه بذلك.
انظري السؤال رقم (٢٥٧٢) و (٢٣٤٣٢) .
رابعاً:
هذا الشخص لو رأى منك الحزم والشدة والاستقامة والصلاح فإنه سيزداد تمسكه بك لأنه رأى منك شخصية قوية لا تستسلمي لعواطفك، ومن هذا الذي لا يحب أن تكون زوجته قوية الشخصية حريصة على عرضها، وبالتالي فإن هذا سينعكس في حياته ويغير مسيرة حياته إلى استقامة وصلاح كان سببه أنت.
خامساً:
ثقي بالله عز وجل وأكثري من الدعاء، لاسيما في أوقات الإجابة، وتحلي بالصبر وتذكري ما أعد الله عز وجل للصابرين، قال تعالى: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) .
سادساً:
نذكرك بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ... ) الآية. والشيطان يتدرج في دعوته إلى الباطل فقبل أن يوقع المسلم في الزنا يجره إليه عبر الخلوة بالمرأة، ومحادثتها ومن ثم تقبيلها ثم يكون اللقاء المحرم، والكبيرة المنكرة الزنا والعياذ بالله.
وكما قال القائل: نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء.
سابعاً:
ينبغي لك أن تبعدي الثقة العمياء بكل أحد، فكم من امرأة وكم من فتاة قالت خطيبي شريف وهو غير ما يتوقعه الناس، فوقعت فريسة نتيجة سذاجتها، فلا ينبغي في مثل هذا حسن الظن، بل احرصي غاية الحرص واحذري غاية الحذر..
ثامناً:
ينبغي لك أن تتريثي في هذا الزوج وتتحرين عنه كثيراً لأنه سيكون شريك الحياة، فهل يصلح أن يكون هذا شريكاً لحياتك رغم محاولته وبقائه على المحرم.
تاسعاً:
ابحثي عن العوائق والمشكلات التي قد تعرقل الزواج باللتي هي أحسن مع والدك، فإن لم يمكن مخاطبته مباشرة فبإمكانك أن تدخلي من يؤثر عليه سواء والدتك أو إخوانك أو أي شخص له عند والدك مكانة ووجاهة، فيحثه على المبادرة والإسراع في إجراء عقد النكاح، ويبين له خطورة بقاء المرأة من غير زوج، لاسيما مع تقدم السن، فقد لا تكرر الفرصة ويذكره ويخوفه بسوء العاقبة إن هو أهمل أو فرط.
وبعض الأولياء – هداهم الله – يجعلون المشكلات العائلية حتى اليسيرة منها عائقة لمثل هذه الأمور التي يكتوي بنارها آخرون دون مبالاة ولا شعور بالمسؤولية.
وأخيراً:
نسأل الله أن يوفقك لكل ما فيه خير، كما نسأله جل وعلا أن يصلح خطيبك هذا أو ييسر لك من ترضين دينه وخلقه.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب