للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أمها مريضة بالمستشفى وزوجها لا يسمح لها بالمبيت معها

[السُّؤَالُ]

ـ[أعرف امرأة أمها مريضة في المستشفى وزوجها لا يريدها أن تذهب للمبيت مع أمها، فهل تطيع زوجها وتجلس في البيت؟ وملحوظة: حيث إنه قام بتهديدها بالطلاق إذا ذهبت إلى أمها. وملحوظة أخرى حيث إن بعض أقاربها يقولون لها: أتركي البيت واذهبي إلى أمك. السؤال هل لها الأجر في طاعتها لزوجها أم لا؟ وهل يغضب الله عليها لعدم ذهابها لزيارة أمها والمبيت معها؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إذا منع الرجل زوجته من زيارة والديها، لزمها طاعته، على الراجح من قولي أهل العلم، وقد ذكرنا تفصيل ذلك في جواب السؤال رقم ٨٧٨٣٤.

ومما يدل على اشتراط إذن الزوج في زيارة الأبوين: ما جاء في الصحيحين في قصة الإفك، وقول عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم: (أتأذن لي أن آتي أبوي) . البخاري (٤١٤١) ومسلم (٢٧٧٠) .

قال العراقي في "طرح التثريب" (٨/٥٨) : " وقولها: (أتأذن لي أن آتي أبوي) فيه أن الزوجة لا تذهب إلى بيت أبويها إلا بإذن زوجها" انتهى.

ومن كلام أهل العلم في هذه المسألة:

قال الإمام أحمد رحمه الله في امرأة لها زوج وأم مريضة: " طاعة زوجها أوجب عليها من أمها، إلا أن يأذن لها " انتهى من "شرح منتهى الإرادات" (٣/٤٧) .

وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: ما حكم خروج المرأة من بيت زوجها من غير إذنه، والمكث في بيت أبيها من غير إذن زوجها، وإيثار طاعة والدها على طاعة زوجها؟

فأجابوا: "لا يجوز للمرأة الخروج من بيت زوجها إلا بإذنه، لا لوالديها ولا لغيرهم؛ لأن ذلك من حقوقه عليها، إلا إذا كان هناك مسوغ شرعي يضطرها للخروج " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (١٩/١٦٥) .

والذي ينبغي للزوج أن يأذن لزوجته في رعاية أمها والمبيت معها إن احتاجت ذلك، لما فيه من البر والصلة والإحسان.

لكن إن أصر على عدم ذهابها، فإنها تطيعه، وهي مأجورة على ذلك إن شاء الله، ولا تعتبر عاصية أو عاقة لأمها، لأن طاعة الزوج مقدمة على طاعة الأم والأب، وقد تركت الذهاب إلى أمها والمبيت معها معذورة.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>