للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عدد الرسل والأنبياء

[السُّؤَالُ]

ـ[فضلا أخبرني عن عدد الرسل المذكورين في تاريخ الإسلام بالتفصيل؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

القرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة من أهم مصادر التاريخ التي يجزم بها المسلمون، ويمكننا الوقوف في شأن عدد الرسل والأنبياء على آيات واضحة في القرآن الكريم تذكر أسماء الرسل والأنبياء الذين بعثهم الله إلى الناس في زمانهم.

يقول سبحانه وتعالى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ. وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ) الأنعام/٨٣-٨٦

وهنا يذكر الله سبحانه وتعالى أسماء ثمانية عشر رسولا، ولكن ذلك ليس على سبيل الحصر والتعداد، فقد ذكرت أسماء رسل آخرين في آيات أخرى لم تذكر في هذا السياق.

وقد جمع الحافظ ابن كثير أسماء من نص القرآن على أسمائهم، فبلغت (٢٥) خمسة وعشرين اسما، فقال رحمه الله:

" هذه تسمية الأنبياء الذين نُصَّ على أسمائهم في القرآن، وهم:

آدم، وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، ولوط، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وأيوب، وشعيب، وموسى، وهارون، ويونس، وداود، وسليمان، وإلياس، والْيَسَع، وزكريا، ويحيى، وعيسى عليهم الصلاة والسلام، وكذا ذو الكفل عند كثير من المفسرين، وسيدهم محمد صلى الله وعليه وسلم " انتهى.

"تفسير ابن كثير" (٢/٤٦٩)

وأما معرفة عدد جميع الرسل والأنبياء ممن لم يسمهم القرآن الكريم، فلا يبدو أن ذلك ممكنا لسببين اثنين:

١- لقوله سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا. وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) النساء/١٦٣-١٦٤

ففي هذه الآية تصريح بيِّنُ أن الله سبحانه وتعالى طوى قصص كثير من الرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعلمه بهم، ويبدو أن ذلك يشمل تحديد أعدادهم أيضا.

يقول الشيخ العلامة محمد الحسن الددو في تعليقه على هذه الآية:

" هذا يقتضي أنه لم يبين أعدادهم ولم يذكر أسماءهم للنبي صلى الله عليه وسلم " انتهى.

نقلا من محاضرة للشيخ بعنوان: "الإيمان بالرسل" على هذا الرابط:

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=FullContent&audioid=١٥١٤٣٧

٢- اضطراب واختلاف روايات الأحاديث الواردة في هذا الشأن، وهي وإن كان حسنها بعض أهل العلم من المتأخرين – كالشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/٢٦٦٨) – إلا أن الصواب ضعفها، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (٧/٤٠٩) عن الإمام أحمد ومحمد بن نصر أن حديث أبي ذر – وهو أشهر حديث في ذكر عدد الرسل وأنهم (٣١٥) رسولا – لم يثبت عندهم.

وقد سبق التوسع في بيان ضعف هذه الروايات في جواب السؤال رقم (٩٥٧٤٧) ، كما فيه النقل عن جماعة من أهل العلم في نفي الجزم بعدد معين للرسل والأنبياء، يرجى مراجعته والإفادة منه.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>