للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

زوجها يسب الله والرسول فما حكم بقائها معه

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا زوجة متزوجة من ٧ سنوات وعندي طفل مريض وبسبب هذا الطفل زوجي يكرهني ويذمني دائما وهو دائما يسب الله والرسول، وأنا طلقت منه مرتين بسبب هذا الموضوع ولا أريد الطلاق منه بسبب أطفالي الثلاثة , وأنا لي طفل معاق , وأهلي يستثقلون مني , ومع العلم قد جلس معه ناس وقد أفهموه أن هذه ردة عن الإسلام , وهو يصلي بانتظام الصلوات الخمس , أما إذا كان مزاجه متعصباً فهو يسب الله والرسول , فماذا أفعل؟ بالعلم أني لا أستطيع ترك أولادي وعندما أردت أن أعيش عند أهلي أبي رفض وجود الأولاد معي؟ أنا حائرة، أفيدوني مع أنه يصلي فترة ويترك الصلاة فترة ونصحناه كثيرا فلا يفيد، فماذا أفعل؟ ما حكمي معه؟ , وهل يجوز له معاشرتي , وهل أنا طالق منه , وهل يجوز لي أن أبقى في بيته , أرجو منكم أن تخبروني بكل شيء عن هذه الحالة ... ]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

سب الله تعالى أو سب الرسول صلى الله عليه وسلم، كفر وردة عن الإسلام، بإجماع المسلمين، وفاعل ذلك يستحق القتل، ولا يصلى عليه ولا يدفن في مدافن المسلمين.

وأما بالنسبة لأثر الردة على عقد النكاح.

فإن المرتد تبدأ زوجته في العدة من حين ارتداده، فإن تاب ورجع إلى الإسلام قبل انقضاء العدة، فالنكاح باقٍ بينهما، والمرأة زوجته.

فإن عاد إلى الإسلام بعد انقضاء العدة، فالأمر بيد زوجته، إن شاءت أن ترجع إليه بعقد النكاح الأول ولا تجدد العقد، فلها ذلك، وإن شاءت عدم الرجوع إليه، فلها ذلك أيضاً، ويكون عقد النكاح قد انفسخ من حين ارتداده، ولا يحتاج إلى إيقاع الطلاق، بل ينفسخ عقد النكاح ولو لم يطلق.

ويجب التنبه إلى أنه إن ارتد الزوج، فلا يجوز للزوجة أن تمكّنه من نفسها حتى يتوب ويعود إلى الإسلام.

وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (٢١٦٩٠) و (٨٩٧٢٢) .

ثانياً:

نرى أن زوجك – ما دام- محافظاً على الصلاة أو يصلي أحياناً – كما تقولين – فيه شيء من الخير ومحبة الدين، ولكنه يحتاج إلى تقوية الإيمان، فعليك أن تساعديه في ذلك، وتأخذي بيده، ومن وسائل ذلك: أن تتحيني فرصة وجوده في البيت وتقومي بتشغيل بعض القنوات الإسلامية، فلعله يسمع كلمة تكون سبباً في هدايته واستقامه.

وعليك أن تتجنّبي كل ما يغضبه ويخرجه عن هدوئه، فقد تكونين أنت سبب وقوعه في ذلك المنكر العظيم.

فإن حاولت معه وبذلت كل وسعك ولم ينفع ذلك معه واستمر على ما هو عليه، فلا خير لك في البقاء معه، وعلى أبيك أن يقوم بالواجب عليه، فينفق عليك وعلى ابنك، ولا يجوز له التخلي عن لك.

فإن رفض أبوك القيام بالواجب عليه، فنوصيك بالصبر والتحمل والاستعانة بالله حتى يجعل الله لك مخرجاً. (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الطلاق/ ٢-٣.

نسأل الله السلامة والعفو والعافية.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>