للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحب شخصا وطلب منها الخروج معه فماذا تعمل؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا أطلب منك المساعدة أنا أحب شابا وطلب مني أن أخرج معه ولكني لا أعرف ما أقوله أنا محتارة أرجو المساعدة.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

يسرنا كثيراً طلبك المساعدة في هذا الأمر، قبل أن تقدمي عليه، ونحن لا نرضى لك إلا ما نرضاه لبناتنا وأخواتنا، حافظي على أثمن ما تملكين، وإياك أن يخدعك الشيطان بمسمى الحب تارة أو التسلية أخرى.

ابنتي ... يسرنا كثيراً محافظتك على الصلاة، والتزامك بالحجاب، وتخلقك بالعفة والحياء، وتمسكك بتعاليم الدين الذي جاء ليعلي من شأن الإنسان ويزكي نفسه ويطهرها.

ويسوؤنا كثيراً أن تكوني بخلاف ذلك، يسوؤنا أن يجرك الشيطان إلى هلاكك، فتكوني كالذبيحة تساق إلى موتها وهي لا تشعر!!

ابنتي.. إنه كلام جد وليس بالهزل، قد سلك في هذا الطريق كثيرات غيرك، وكانت النهاية تعيسة، وندمن.

ولكن.. بعد فوات الأوان، وقت لا ينفع الندم، ولعلك تجدين في هذا الموقع قصصاً كثيرة في هذا، لك فيها عبرة، وإياك أن تكوني أنت عبرة لغيرك.

ثانياً:

لا يجوز للمرأة أن تقيم علاقة مع رجل أجنبي عنها، ولو كان في نيتهما الزواج، لأن الله تعالى حرم الخلوة بالأجنبية، ومصافحتها والنظر إليها – إلا لحاجة كالخطبة والشهادة – وحرم عليها أن تتبرج بالزينة، وأن تكشف عن عورتها أمام الرجال الأجانب عنها، وأن تخرج متعطرة بينهم، وأن تخضع بالقول لهم، وهذه المحرمات معلومة بأدلة الكتاب والسنة، وليس فيها استثناء لمن عزم على الزواج، بل ولا لمن خطب بالفعل؛ لأن الخاطب يظل أجنبيا عن المرأة حتى يعقد النكاح عليها.

١- فمما جاء في تحريم الخلوة بالأجنبية ولو كانت مع خاطبها: ما رواه البخاري (٣٠٠٦) ومسلم (١٣٤١) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ) .

وقال صلى الله عليه وسلم: (أَلا، لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ) رواه الترمذي (٢١٦٥) وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

٢- ومما جاء في تحريم نظر الرجل إلى المرأة: قوله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور/٣٠.

وروى مسلم (٢١٥٩) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي.

و (نظر الفجأة) هو أن تقع عينه على المرأة من غير قصد، كما لو كان ينظر إلى الطريق ونحو ذلك.

وأما المرأة فلها أن تنظر إلى الرجل من غير شهوة، إذا أمنت الفتنة، وأما مع الشهوة أو خوف الفتنة فلا يجوز.

٣- ومما جاء في تحريم مصافحة المرأة الأجنبية: قوله صلى الله عليه وسلم: (لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له) رواه الطبراني من حديث معقل بن يسار، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (٥٠٤٥) ، والإثم هنا على الرجل والمرأة سواء.

٤- ومما جاء في تحريم تبرج المرأة، وإظهارها لزينتها أمام الرجال الأجانب عنها: ما روى مسلم (٢١٢٨) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) .

والبخت: نوع من الإبل طويلة الأعناق.

٥- ومما جاء في تحريم خروجها متعطرة بحيث يشم الرجال الأجانب ريحها: قوله صلى الله عليه وسلم: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ) رواه النسائي (٥١٢٦) وأبو داود (٤١٧٣) والترمذي (٢٧٨٦) وحسنه الألباني في صحيح النسائي.

٦- ومما جاء في تحريم الخضوع بالقول قوله تعالى: (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) الأحزاب/٣٢، وإذا كان هذا في حق أمهات المؤمنين الطاهرات، فإن غيرهن من باب أولى.

ثالثاً:

إن ما يسمى بالحب بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه، لا يخلو من محرم من هذه المحرمات، إن لم تجتمع كلها، وما هو أزيد منها، عافانا الله وإياك من كل سوء.

فالواجب عليك هو التوبة إلى الله تعالى، والحذر من غضبه وانتقامه، وقطع هذه العلاقة مع الشاب فوراً، فلا تفكري في اللقاء به، ولا تستجيبي لطلبه في الخروج معك، بل ينبغي أن تقطعي الاتصال معه تماما، فإن بداية الر هو تعلق قلبك به، وهذا من استدراج الشيطان لك، أنك نظرت إليه أو تكلمت معه حتى دخل حبه في قلبك، فلا تزيدي الأمر شرا وبلاء بالكلام أو الخروج معه.

واعلمي أن أكثر المصائب إنما تبدأ بخطوات يسيرة، ثم يقع ما لم يكن في الحسبان، وكم من امرأة وثقت في نفسها ثقة زائدة، وأن ذلك الشاب لن ينال منها أي شيء، ثم كانت النتيجة أنها خسرت كل شيء! ثم تخلّى عنها ذلك الذئب الذي كان يعدها ويمنيها بالزواج، لأنها لم تعد صالحة له، وهيهات أن يثق بها وقد سمحت لنفسها أن تتعلق برجل أجنبي عنها.

ونحن إذ نقول ذلك لك، فإنما نقوله من باب النصح وإرادة الخير لك، نسأل الله أن يحفظك من كل سوء ومكروه.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>