للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يشرب الخمر بحجة أنه حر في تصرفاته

[السُّؤَالُ]

ـ[أسلمت حديثاً، طلب أخو زوجي منه عدة مرات أن يذهب معه ومع أصدقائه لشرب الخمر، لم أواجهه في المرة الأولى لكي لا يغضب مني، ويوماً ما سألته لماذا تشرب البيرة والويسكي؟ وكان جوابه التالي:

١- أنا رجل البيت وسأشرب متى أشاء.

٢- لا أستطيع أن أقول لا لأخي.

٣- أريد أن أسهر معه لأغراض العمل (لأن المجموعة لهم مناصب عليا في مكان عملهم) .

٤- مادمت أشرب ولا أفعل شيئاً خطأ وأستطيع التحكم بنفسي فلا بأس بهذا.

أنا لا أستطيع أن أتخيل رجلاً مسلماً يعطي جواباً كهذا، أرجو أن تعطيني رأيك وشكراً.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله الذي وفقك للهداية إلى الإسلام، ونسأله سبحانه أن يثيبك عليه ويتم نعمته عليك.

مما لا شك فيه أن الخمر حرام وشربها من الكبائر، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} المائدة / ٩٠، ٩١.

وعن أنس بن مالك قال: " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة: عاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وساقيها، وبائعها، وآكل ثمنها، والمشتري لها، والمشتراة له ".

رواه الترمذي: (١٢٥٩) وابن ماجه (٣٣٨١) .

والحديث: صححه الشيخ الألباني في " صحيح الترمذي " رقم (١٠٤١) .

ولا يحل لزوجك مثل هذا الكلام وهذه ليست بأجوبة مسلم يجب عليه أن يحرم ما حرَّمه الله عليه، ولا يحل له أن يقدِّم طاعة أخيه على طاعة الله تعالى، ولا يحل له أن يُغضب الله ليُرضي أخاه، وإذا كان مع الله كفاه الله تعالى أخاه، فإن أسخط الله تعالى مقدِّماً رضا أخيه: وكله الله لأخيه، فعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَن أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومَن أسخط الله برضا الناس وكله الله إلى الناس "

رواه ابن حبان في " صحيحه " (١ / ١١٥) ، وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة " (٢٣١١) .

ويستطيع أن يقول لكل الناس – وليس فقط لأخيه -: لا، إذا كان الفعل حراماً.

والسهر بغرض العمل ليس بمبرر له ليشرب الخمر، وقوله إنه لا يفعل خطأً: غريب وعجيب فماذا يُسمِّي شربه للخمر؟ وهل نتوقع منه أن تكون سهرته مع أخيه وأصحابه لا يوجد فيها إلا الخمر؟ وقد عُرف مِن عادة مثل هؤلاء أن يكون معهم نساء ويستمعون للمعازف ويتركون الصلوات، وكل هذه من الكبائر.

وعليك أن تواظبي نصحه وأن تكرري ولا تملي، وابحثي عمن يؤثر عليه في النصيحة.

وأكثري من الدعاء له بالهداية، نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعاً لما يحب ويرضى.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>