الجمع بين حديث من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، وبين خلود المشركين في النار
[السُّؤَالُ]
ـ[كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم:" ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة "، وبين خلود المشركين والمنافقين في النار مع أنهم يقولون " لا إله إلا الله "؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
قال الشيخ محمد ابن عثيمين – رحمه الله -:
الحديث يدل على أن القائل:" لا إله إلا الله " مؤمنٌ حقاً؛ لكن سولت له نفسه ففعل بعض المعاصي أو بعض الكبائر من السرقة وغيرها.
وطريق أهل السنة والجماعة أن الإنسان المؤمن وإن فعل الكبيرة مآله الجنة، وما قبل الجنة من العقوبة راجع إلى الله إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ودليل ذلك قوله تعالى:{إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} فصار جميع فاعلي المعاصي - وإن عظمت – إذا كانت دون الكفر لا تمنع من دخول الجنة فمآل فاعلها إلى الجنة، لكن قد يُعذب بما فعل من ذنب، وقد يغفر الله له، والأمر راجع إلى الله، أما المنافقون وأهل البدع المكفرة التي تكفرهم بدعهم فإنهم حقيقةً لم يقولوا لا إله إلا الله بقلوبهم؛ لأن هذا النفاق الذي أدى إلى الكفر ينافي الإخلاص، وقول لا إله إلا الله لا بد فيه من الإخلاص.
أما أن يقول: لا إله إلا الله وهو يعتقد أنه ليس هناك رب ولا إله، أو يعتقد أن مع الله إلهاً آخر يدبر الكون، أو يعتقد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدوا كلهم بعد موته عليه الصلاة والسلام أو ما أشبه ذلك من البدع المكفرة، فهؤلاء لم يُخلصوا في قول: لا إله إلا لله، فكانت بدعهم هذه تنافي قول الرسول عليه الصلاة والسلام:" من شهد ألا إله إلا الله أو من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ".
فلا بد من الإخلاص في الشهادتين، واستمع إلى قول الله تبارك وتعالى في المنافقين:{يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا} ، وفي نفس الآيات يقول:{إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا} ، ويقول عنهم:{إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله} ، هذه شهادة باللسان:{والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} ، أي كاذبون في قولهم:" نشهد إنك لرسول الله " فهم يذكرون الله ويشهدون بالرسالة لرسوله لكن قلوبهم خالية مما تنطق به ألسنتهم. انتهى.