أسرة ملتزمة تريد إدخال "رسيفر" ليس فيه إلا القنوات الإسلامية
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم إدخال " ريسيفر " ٣٠ قناة إسلامية للمنزل لاستفادة الأهل منه؟ حاليّاً لا يوجد تلفاز في البيت، والأهل يجدون صعوبة في الاستماع للأشرطة السمعية، وتنزيلها من الإنترنت؛ لانشغالها مع الطفلة، وأمور البيت، ونرى أن استخدام الوسائل المرئية أسرع، خاصة أن المشايخ أصبحوا يظهرون على التلفاز، الذي يجعلنا أن نتردد في هذا الأمر هو وجود بعض الفتاوى القديمة للعلماء، كابن باز، والشيخ الفوزان، في أن الأفضل عدم إدخال الجهاز، فما رأيكم خاصة بعد الثورة المرئية الإسلامية التي لم تكن في وقتهم، رحمهم الله؟ .]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
نسأل الله أن يجزيكم خيراً على حرصكم على تعلم العلم الشرعي، ونسأله تعالى أن يوفقكم لتحصيله.
ثانياً:
بخصوص إدخال القنوات الإسلامية للبيت: فإننا نرى أن هناك قنوات موثوقة تشجع على الحث على مشاهدتها، والاستفادة منها، ونذكر في هذا الخصوص:
" قناة الشيخ العثيمين "، " قناة المجد العلمية "، " قناة الحكمة "، " قناة صفا "، وغيرها مما يظهر فيها دعاة أهل السنَّة، وتخلو – في الوقت ذاته – من المخالفات الشرعية، فلا تظهرفيها النساء، ولا يُسمع منها صوت معازف، ولا ضرب بالدف.
والذي نعلمه عن " الريسيفر " المشار إليه في السؤال أنه ينتقي القنوات الإسلامية فقط، الملتزمة بالضوابط الشرعية، وإن كان لنا ملاحظة على اختياراته: فهي على قناة، أو قناتين فقط.
ولا شك أن طلب العلم عن طريق تلك القنوات، والالتزام بسلسلة برامجها العلمية فيه نفع كبير لمن حرص عليها، وبذل لها جهداً.
وفي اعتقادنا أن طلب العلم، والاستفادة منها أكثر بكثير من الأشرطة، وفي كلٍّ خيرٌ، لمن أحسن الاستفادة منهما.
وانظر جواب السؤال رقم: (٤١٧٨٤) .
ثالثاً:
أما بخصوص ترددك من حيث الحكم الشرعي: فإننا نشكر لك تقديرك لعلمائنا الكبار، وفي الوقت نفسه نطمئنك أن ما ننصحك به: لا يخالف شرع الله تعالى، ولا فتاوى أولئك العلماء الأجلاء، وبيان ذلك من وجوه:
١. أن هؤلاء المشايخ الأجلاء قد أباحوا، وشجع بعضهم خروج من عنده القدرة على الظهور في التلفاز المحلي، والقنوات الفضائية الإسلامية لا تقارن بالمحطات المحلية، فهي أولى بأن يوافق عليها أولئك المشايخ الكبار لو تيسر لهم إدراكها.
قال الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله:
"وفتوى مشايخنا، كالشيخ ابن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ عبد الله بن جبرين: على إباحة خروج الدعاة في التلفاز المحلي، بل وحث بعضهم على ذلك، كما استفتيتهم، ووقفت على جوابهم بنفسي، من خلال سؤالهم، واستفتائهم ".
من " لقاء شبكة الفجر مع فضيلته ".
http://www.saaid.net/leqa/١٢.htm
٢. تشديد بعض أولئك العلماء – كالشيخ العثيمين رحمه الله – على المنع من إدخال القنوات الفضائية لبيوت المسلمين: إنما كان ذلك وقت عدم وجود قناة إسلامية واحدة في عالم الفضائيات، وكان معهم كل الحق في التشديد على المنع؛ لما في تلك القنوات الخبيثة من أثر سيئ على المشاهدين لها.
وأما مع تغير الحال، ومع كثرة القنوات الإسلامية والتي تصدع بالحق، وتجهر باعتقاد أهل السنَّة والجماعة: فإنه من الطبيعي أن تتغير الفتوى تبعاً لتغير الحال، وقد تمنَّى الشيخ العثيمين رحمه الله وجود قناة فضائية إسلامية في عالم الفضائيات، تعلِّم الناس دينهم، وتحذرهم من الشرك، والمعاصي، وقد حقق الله أمنية الشيخ في باقة طيبة عطرة من القنوات الإسلامية، وليس بقناة واحدة.
قال الشيخ محمد بن صالح العثمين رحمه الله:
"الذي أرى: أن يوجد قناة إسلامية يتكلم بها علماء راسخون في العلم , أهل عقيدة سليمة , ويبينون الحق، دون مهاترات، أو منازعات، أو سبٍّ للآخرين: فهذه إذا وُجدت: نفع الله بها , وأرجو الله عز وجل أن يحقق هذا؛ لأن بقاء الناس لا يشاهدون إلا ما ينشر في هذه الفضائيات المدمرة: ضرر عظيم , لكن إذا وجدت قناة إسلامية يتكلم فيها علماء راسخون في العلم، أقوياء في بيان الحق: فلكل سلعة مشترٍ , أهل الباطل يذهبون للباطل , وأهل الخير يذهبون إلى الخير.
وإذا كانت القناة الإسلامية هذه مشيقة في العرض، في طرح المسائل، وفي الإجابة عن الإشكالات: سوف ينصرف إليها أناس كثيرون، حتى ممن لا يريدون هذا , فأسأل الله أن يحقق هذا عن قريب، حتى يشتغل الناس به عن مشاهدة القنوات الفضائية الفاسدة المفسدة" انتهى.
"لقاء الباب المفتوح" (٢١١/١) .
رابعاً:
إذا تيسر لك إحضار تلك القنوات لبيتك: فإننا نوصيك بترتيب أوقاتكم لتتناسب مع البرامج العلمية النافعة فيها، فتمتنعون عن الخروج من المنزل، أو استقبال أحد، في وقت برنامج علمي يستحق المتابعة، وهكذا تصنعون لأنفسكم برنامجاً متكاملاً في اليوم والليلة ليتم الاستفادة من كل اليوم فيما ينفعكم عند ربكم تعالى، والحصول على برامج القنوات، ومعرفة النافع منها: سهل متيسر، ويمكن الاستعانة بمن سبقكم في المتابعة، أو بالدخول على مواقع القنوات في " الإنترنت ".
ونسأل الله أن ييسر أمركم، ويوفقكم لما فيه رضاه.
والله أعلم
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب