للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل تسمية الناس بأسماء الله يعد شركا؟

[السُّؤَالُ]

ـ[بعض الناس يقولون إن مناداة الآخرين باسم الله هو شرك، وهذا من الصعب اعتقاده، كون كل واحد يقول الإمام " مالك "، ومثل أنس بن " مالك "، وحتى الله سمى خازن النار " مالك "، وأيضا الوهابيون اتبعوا " وهاب "، وهو اسم من أسماء الله. إذًا أليس هؤلاء الذين يقولون إن استخدام أسماء الله شرك هم أنفسهم مشركون؟ أخبروني من فضلكم ما ينبغي علي فعله؛ لأنه من الصعب أن أضيف " عبد ال " مع كل اسم عندما أنادي أي شخص.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أسماء الله تعالى – من حيث اختصاصها به سبحانه – قسمان:

١- أسماء مختصة به عز وجل، لا تطلق إلا عليه، ولا تنصرف إلا إليه، كاسم " الله "، و "الرب"، و " الرحمن "، و " الأحد "، و " الصمد "، و " المتكبر "، ونحوها. فهذه لا يجوز أن يتسمى بها البشر باتفاق أهل العلم.

٢- أسماء لا تختص به سبحانه، ويجوز إطلاقها على البشر، وكذلك يجوز التسمي بها، مثل: سميع، بصير، علي، حكيم، رشيد، وقد كان من مشاهير الصحابة من يتسمى بهذه الأسماء، مثل علي بن أبي طالب، وحكيم بن حزام رضي الله عنهم.

فالممنوع فقط هي الأسماء المختصة بالرب عز وجل، مثل: الله، الرحمن.

جاء في حاشية كتاب "أسنى المطالب شرح روض الطالب" (٤/٢٤٣) من كتب الشافعية:

" جواز التسمية بأسماء الله تعالى التي لا تختص به، أما المختص به فيحرم، وبذلك صرح النووي في شرح مسلم " انتهى. وقرر بعض فقهاء الحنفية ذلك بقولهم: " التسمية باسم الله يوجد في كتاب الله تعالى: كالعلي والكبير والرشيد والبديع جائز؛ لأنه من الأسماء المشتركة، ويراد به في حق العباد غير ما يراد به في حق الله تعالى " انتهى.

وانظر: "بريقة محمودية" (٣/٢٣٤) نقلا عن التتارخانية.

وهو المفهوم من كلام ابن القيم رحمه الله حيث يقول:

" ومما يُمنع تسمية الإنسان به: أسماء الرب تبارك وتعالى، فلا يجوز التسمية بالأحد، والصمد، ولا بالخالق، ولا بالرازق، وكذلك سائر الأسماء المختصة بالرب تبارك وتعالى، ولا تجوز تسمية الملوك بالقاهر، والظاهر، كما لا يجوز تسميتهم بالجبار، والمتكبر، والأول، والآخر، والباطن، وعلام الغيوب " انتهى.

"تحفة المودود" (ص/١٢٥)

وبناء عليه، فلا حرج من التسمي باسم " مالك " ونحوه، ولا يجب إضافة التعبيد إليه كما يظن الأخ السائل.

وكذلك لا حرج على من ينادي الشخص المسمى بـ " عبد الحكيم "، بـ " حكيم "، فهو من الأسماء التي يجوز أن يتسمى بها الناس، ولا تختص بالله سبحانه، وإن كان الأولى نداؤه بما يحب من اسمه الذي سماه به والده.

ولا نعلم أحدا من أهل العلم يتَّهِم من يتسمَّى بهذه الأسماء بالشرك والكفر، والنصيحة للأخ السائل ألا يتسرَّعَ في اتهام المسلمين من غير تثبت، وإلا وقع فيما يذمه وينتقده.

كما ننصح جميع إخواننا المسلمين ألا يعترضوا على الأحكام الشرعية قبل التَبَيُّن والتثبت.

وأما تسمية طائفة باسم " وهابيون " فلا نعلم أحدا يتسمى به، وإنما أطلق هذا الاسم: بعض أعداء دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وبعض الجهات الرسمية في فترة من الفترات لتحقيق مصالحها التي تعارضت مع انتشار دعوة التوحيد على يديه، ثم تتابع كثير من الناس – عمدا أو خطأ – على هذه التسمية الخطأ. يرجى مراجعة الجواب رقم: (٣٦٦١٦)

وانظر في آداب تسمية الأبناء (٧١٨٠)

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>