ـ[أعمل في قطاع حكومي، وقد كلفت بانتداب ولكن لم أذهب للانتداب، ورغم ذلك صرف لي بدل انتداب. فهل آخذ المبلغ وأقم بصرفه في أشياء خاصة بالعمل؟ علما بأنني سكرتير مدير عام واحتاج أحيانا لمبالغ من جهة متطلبات العمل. أو أتركه علما بأنه قد نزل باسمي في الصندوق، ولم يبق إلا أن أذهب لاستلامه؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لا يحل لك أن تأخذ بدل الانتداب وأنت لم تعمل. فالواجب عليك ترك هذا المبلغ وعدم استلامه، وعليك أن تبلغ المسئول عن ذلك بأنك لا تستحق هذا المبلغ، لعلك تكون بذلك قدوة لزملائك في الخير.
ولتحرص يا أخي على طيب مطعمك، فإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، وهو الأكل من الطيبات وعمل الصالحات. قال الله تعالى:(يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) المؤمنون/٥٢١. وقال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) البقرة /١٧٢. وقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(كل جسد نبت من سحت فالنار أولى به) . رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع.
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: أنا موظف أعمل في إحدى الدوائر الحكومية، وأحياناً يصرف لنا بدل خارج وقت الدوام من إدارتنا بدون تكليفنا بالعمل خارج وقت الدوام وبدون حضورنا للإدارة، ويعتبرونه مكافأة للموظفين بين الحين والآخر مع العلم أن رئيس الإدارة يعلم عنه ويقره. فهل يجوز أخذ هذا المال؟ وإذا كان لا يجوز فكيف أعمل فيما استلمته من أموال في السابق مع العلم أني قد تصرفت فيها؟
فأجاب:" إذا كان الواقع ما ذكرت فذلك منكر لا يجوز بل هو من الخيانة، والواجب رد ما قبضت من هذا السبيل إلى خزينة الدولة، فإن لم تستطيع فعليك الصدقة به في فقراء المسلمين وفي المشاريع الخيرية مع التوبة إلى الله سبحانه، والعزم الصادق ألا تعود في ذلك، لأنه لا يجوز للمسلم أن يأخذ شيئاً من بيت مال المسلمين إلا بالطرق الشرعية التي تعلمها الدولة وتقرها" اهـ. "فتاوى إسلامية"(٤/٣١٢) .