للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العمل في المدارس الابتدائية المختلطة

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يجوز العمل في مدرسة مختلطة لا يتجاوز عمر الأطفال ١٢ سنة؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

الاختلاط في المدارس بين البنين والبنات، له مفاسده وآثاره السيئة، ولو كان بين الصغار.

ثم إن أكثر الصغار اليوم صاروا يميزون بين الجميلة وغيرها، ويعرفون الحب والغرام والصديقات والخليلات من خلال ما يشاهدونه في التلفاز وغيره، فلا عجب أن يتعلق الطفل وعمره عشر سنوات أو اثنتا عشرة سنة بزميلة له في الفصل، ومنهم من يتجاوز ذلك إلى محاكاة الكبار، والتصريح بالحب والتعلق.

ولهذا كان على من أولاه الله مسئولية التعليم أن يمنع هذا الاختلاط، حتى ينشأ الأطفال على الأخلاق والقيم الصحيحة.

وقد سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء: المدارس الحكومية في بريطانيا مختلطة، يدرس فيها البنون والبنات معا، ويجبرون للغسل والسباحة في محل واحد، وتكون البنات عاريات في حالة الغسل، أو نصف عاريات، وأفتى بعض العلماء أنه إذا كانت البنات صغيرات فلا حرج في ذلك، فماذا يرى سماحتكم، وما هو الستر الإسلامي للبنت الصغيرة، وما هي السن التي يجب فيها الحجاب للبنت؟

فأجابت: "اختلاط البنين والبنات في الدراسة حرام، وكذا اختلاطهن عراة في الاغتسال والسباحة حرام، سواء كن صغارا أو كبارا؛ لما في ذلك من إثارة الفتنة، والاطلاع على العورات، ولأنه ذريعة إلى الفساد، وارتكاب المنكرات " انتهى.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد الله بن غديان...... عبد الله بن قعود " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (١٢/١٦٨) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " اطلعت على ما كتبه بعض الكتاب في جريدة الجزيرة بعددها رقم ٣٧٥٤ وتاريخ ١٥/ ٤ / ١٤٠٣ هـ الذي اقترح فيه اختلاط الذكور والإناث في الدراسة بالمرحلة الابتدائية، ولما يترتب على اقتراحه من عواقب وخيمة رأيت التنبيه على ذلك فأقول:

إن الاختلاط وسيلة لشر كثير وفساد كبير لا يجوز فعله وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أبناءكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع) .

وإنما أمر صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم في المضاجع لأن قرب أحدهما من الآخر في سن العاشرة وما بعدها وسيلة لوقوع الفاحشة بسبب اختلاط البنين والبنات , ولا شك أن اجتماعهم في المرحلة الابتدائية كل يوم وسيلة لذلك، كما أنه وسيلة للاختلاط فيما بعد ذلك من المراحل.

وبكل حال؛ فاختلاط البنين والبنات في المراحل الابتدائية منكر لا يجوز فعله، لما يترتب عليه من أنواع الشرور، وقد جاءت الشريعة الكاملة بوجوب سد الذرائع المفضية إلى الشرك والمعاصي، وقد دل على ذلك دلائل كثيرة من الآيات والأحاديث , ولولا ما في ذلك من الإطالة لذكرت كثيرا منها. وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه " إعلام الموقعين " منها تسعة وتسعين دليلا. ونصيحتي للكاتب وغيره ألا يقترحوا ما يفتح على المسلمين أبواب شر قد أغلقت. نسأل الله للجميع الهداية والتوفيق.

ويكفي العاقل ما جرى في الدول التي أباحت الاختلاط من الفساد الكبير بسبب الاختلاط " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (٥/٢٣٤) .

ثانيا:

لا ينبغي العمل في هذه المدارس المختلطة؛ لما قد يترتب عليه من الفتنة، فإن من الفتيات من تبلغ في سنة الثانية عشرة أو أقل، وقد تتخلف في الدراسة فتبلغ الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة، وفي الصغيرات من تشتهى، وإن لم تكن بالغة.

ولكن ... إذا أنست من نفسك محاولة الإصلاح والتوجيه، ودعوة الفتيات إلى الحجاب والعفة، والتشديد في ذلك على من قاربت البلوغ، مع التزام الآداب الإسلامية، من عدم المصافحة والخلوة، فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى، وتكون بذلك محسناً، والله تعالى يحب المحسنين.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>