والمصاب هو: كل من أصيب بمصيبة سواء كانت في فقد حبيب، أو قريب، أو مال، فيعزى بالميت كل مصاب به سواء كان من أهله أو أصدقائه أو جيرانه.
والتعزية تكون بما فيه تسلِيَة للمصاب، وكفٌ لحزنه، وأفضل ما يُعزى به، هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه رسول إحدى بناته تدعوه إلى ابنها في الموت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(ارجع فأخبرها أن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فمرها فلتصبر ولتحتسب) روا هـ البخاري (١٢٠٤) .
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن: ما صفة التعزية؟
فأجاب:" أحسن ما يعزى به من الصيغ ما عزى به النبي صلى الله عليه وسلم إحدى بناته حيث أرسلت إليه رسولاً يدعوه ليحضر، وكان لها ابن أو صبية في الموت، فقال عليه الصلاة والسلام لهذا الرسول:(مرها فلتصبر ولتحتسب، فإن لله ما أخذ، وله ما أبقى، وكل شيء عنده بأجل مسمى) .
وأما ما اشتهر عند الناس من قولهم:(عظَّم الله أجرك، وأحسن الله عزاءك، وغفر الله لميتك) ، فهي كلمة اختارها بعض العلماء، لكن ما جاءت به السنة أولى وأحسن " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين"(١٧/٣٣٩) .
والتعزية جائزة بعد الدفن وقبله؛ فإذا عزى الإنسان أهل الميت قبل الدفن أو التغسيل أو الصلاة عليه، فلا بأس بذلك ويحصل المقصود، وإن عزى بعد الدفن فلا بأس.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما هو وقت التعزية؟
فأجاب:" وقت التعزية من حين ما يموت الميت، أو تحصل المصيبة إذا كانت التعزية بغير الموت إلى أن تنسى المصيبة وتزول عن نفس المصاب، ولأن المقصود بالتعزية ليست تهنئة أو تحية، إنما المقصود بها تقوية المصاب على تحمل هذه المصيبة واحتساب الأجر " انتهى.