تسبب في أذية أصدقائه فهل يلزمه إخبارهم إذا نوى التوبة؟
[السُّؤَالُ]
ـ[تعرفت على أحد الشباب المنحرفين، وكان يستعملني لإيقاع بعض الشباب في حباله، وقد ساعدته بالفعل، ولكن شيئاً من ذلك لم يكن والحمد لله، حتى أنني ساعدته على عمل سحر لأحد الشباب غير أنه لم يضره والحمد لله.
وقد تبت الآن، وابتعدت عن ذلك الشاب المنحرف، وصحبت أهل الخير، وبدأت في حفظ القرآن الكريم.
وسؤالي: هل من شروط توبتي أن أخبر هذا الشاب بما فعلته من السحر معه حتى تقبل توبتي؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
نحمد الله تعالى أن وفقك للتوبة، والبعد عن رفقاء السوء، ويجب عليك مداومة شكر الله تعالى، وسؤاله الثبات والتوفيق والهدى.
وحقوق الآدميين يجب إرجاعها إن كانت حقوقاً مادية، أما الحقوق المعنوية - كالغيبة - فالراجح - والله أعلم - أنه لا يعلمه بأنه قد اغتابه إذا لم يعلم، بل يكفيه أن يستغفر من ذنبه، وأن يستغفر لأخيه في مقابل ما حصل منه من غيبه وإيذاء له.
وأذية هذا الشاب بالكيد والسحر هو من الحقوق المعنوية التي لا يلزمك إخباره بما فعلته معه، ويكفيك أن تحقق شروط التوبة الصادقة من الندم والإقلاع والعزم على عدم العود، مع وجوب كف صاحب السوء وغيره عنه بما تستطيعه.
وانظر جواب السؤال رقم (٦٣٠٨) .
لكن... إذا علم ذلك الشاب أو غيره بما كنت تفعله معه من مكر وحيلة فعليك الاعتذار له، وطلب العفو منه، لأنك إنما مُنِعت من إخباره إذا لم يعلم حتى لا تؤذيه بذلك، ولئلا يكون ذلك سبباً للقطيعة بينكما، وحدوث العداوة والبغضاء، فإذا كان قد علم بذلك انتفت تلك المفسدة، وبقي اعتذارك له مصلحة محضة.