ـ[أتناول دواء لمرض عقلي عندي. ومضطر لأخذ هذا الدواء في الصباح والمساء. والجرعة المسائية من هذا الدواء تتعبني وأحيانًا لا أستطيع الاستيقاظ ليلاً لتناول السحور ثم تفوتني جرعة الدواء الصباحية أثناء نهار الصيام. وعند الإفطار يكون الوقت قد تأخر بالنسبة لهذه الجرعة الصباحية. ماذا ينبغي أن أفعل؟ لقد بدأت الصوم منذ أيام قلائل لكني توقفت اليوم بسبب هذا الدواء.
هل يجوز لي إخراج صدقة في نهاية شهر رمضان عوضًا عن الصيام بسبب ظروف مرضي؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولاً:
نسأل الله رب العرش الكريم أن يشفيك ويكتب لك الأجر والمثوبة.
وقد سبق في جواب السؤال رقم (١٢٤٨٨) بيان المرض الذي يبيح للصائم أن يفطر، وهو ما يصيب الصائم بمشقة شديدة، أو يُخشى أن يزيد، أو يتأخر شفاؤه بسبب الصوم. فإن كانت حالتك كذلك، جاز لك أن تفطر في رمضان.
ثانياً:
إذا أمكنك أن تأخذ الدواء مرة عند الإفطار والأخرى عند السحور، فهذا هو الواجب عليك، ولا يجوز لك أن تفطر حينئذ، لعدم العذر المبيح للفطر.
أما إذا لم يمكن ذلك وكان لابد من أخذ الدواء نهاراً، فيجوز لك أن تفطر.
ثالثاً:
أما إخراج الصدقة بدلاً من الصوم، فعليك أن ترجع إلى قول الطبيب الثقة، فإن كان مرضك يُرجى حصول الشفاء منه فالواجب عليك القضاء ولا يجزئك الإطعام، لقول الله تعالى:(ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر) فعليك أن تنتظر حتى يشفيك الله تعالى ثم تقضي الأيام التي أفطرتها.
وإن كان مرضك لا يُرجى حصول الشفاء منه، فلا قضاء عليك، وعليك أن تطعم عن كل يوم مسكيناً.
وينبغي التنبه إلى أن الواجب هو الإطعام، أما إخراج نقود بدلاً من الطعام فلا يجزئ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (٣٩٢٣٤) .