ـ[أنا شاب متعلم ومقتدر وعمري ٣٠ سنة وأنوي الزواج بمشيئة الله وقد ابتلاني الله ببرص في جزء من عضوي الذكري وأنا متردد على الإقدام على الزواج لسببين: الأول أن البرص منظره قبيح وهو في مكان غير ظاهر من جسمي.. ولكني أخشى أنه بعد الزواج قد تنكر الزوجة ما سوف ترى وتعافني بسببه. والثاني.. أن الطبيب المعالج أخبرني أنه رغم أن هذا المرض غير معد على الإطلاق ,, إلا أنه فد ينتقل إلى الأجيال التالية.. وكله بمشيئة الله وقدره فكما أن الرجل قد يكره المرأة المصابة بالبرص لسوء شكلها أو لأنها ستورثه لأبنائه.... فأنا أخاف أن تكرهني المرأة بعد الزواج، وللعلم فأنا أعالج منذ سنتين ولم يكتب لي الله الشفاء وقد نصحني الطبيب بالتوقف عن المعالجة لما لذلك من آثار سلبية على الجلد وخاصة على جلد العضو الذكري ولم أخبر أهلي ووالدتي بهذا البرص، لما قد يولد لديهم من قلق وحسرة، فما رأيكم في أمر زواجي وإعلان حالتي من كتمانها.. فأنا أخشى أن يكون في كتمانها غررٌ لا تحمد عقباه وأخشى من إعلانها أن أُرَدَّ أو ما إلى ذلك انصحوني ولكم خير الجزاء.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا كان البرص المسؤول عنه مما يحتمل أن يكون منفّرا للزوجة، فلابد من إخبارها قبل العقد؛ لأن كتمانه يعد غشاً وتدليساً، والقاعدة: أن كل عيبٍ يوجب النفرة، ولا يحصل به مقصود النكاح من الرحمة والمودة، يجب بيانه ولا يجوز كتمانه.
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (١٠٣٤١١) .
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: رجل خطب امرأة، وهذه المرأة يُعرف عنها أن فيها عيباً خَلقيّاً، ولكن هذا العيب مستتر ليس بيِّناً، وهذا العيب يرجى برؤه، كالبرص، والبهق، فهل يُخبر الخاطب؟
فأجاب:"إذا خطب الإنسان امرأة وفيها عيب مستتر، ومن الناس من يعلمه: فإن سأل الخاطب عنها وجب عليه البيان، وهذا واضح، وإن لم يسأل: فإنه يخبره بذلك؛ لأن هذا من باب النصيحة، ولا سيما إذا كان مما لا يرجى زواله، وأما ما كان مما يرجى زواله: فهو أخف، ولكن هناك أشياء قد تزول ولكن ببطء كالبرص مثلاً - إن صح عنه أنه يزول -، فأنا إلى الآن ما علمت أنه يزول، فيفرق بين ما يرجى زواله عن قرب، وما يرجى زواله عن بُعد " انتهى من "لقاءات الباب المفتوح"(٥ / السؤال رقم ٢٢) .
وينبغي أن تفوض الأمر لله تعالى، وتبحث عن ذات الخلق والدين، فإن مثلها لن ترد الخاطب الصالح المقتدر لأجل عيب كهذا، وكم من صاحب عيب يفوق ما ذكرت مراتٍ ومرات رُزق ما كان يتمنى ويريد، فلتهنأ بالاً، ولتنعم نفساً، ولتكثر من سؤال الله تعالى التوفيق للزوجة الصالحة.