للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

متى تقال أذكار الصباح

[السُّؤَالُ]

ـ[إذا نسيت أن أقول أذكار الصباح قبل طلوع الشمس فهل تُقبل مني إذا ذكرتها متى استيقظت؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أذكار الصباح ليست مقيدة بشروق الشمس إذ أن الصبح في اللغة يطلق على الفجر وأول النهار كما في القاموس المحيط (٢٩١) قال تعالى: {وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} قال ابن كثير في التفسير (٤/٨٦) أي في أوائل النهار وأوائل الليل. لكن أشرف أوقات الذكر في النهار: الذكر بعد صلاة الصبح لقوله تعالى {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب} طه: ١٣٠ ولقوله صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجة وعمرة، تامة تامة تامة. صحيح الجامع (٦٢٢٢)

وعلى هذا التفصيل تتنزل كل النصوص الواردة في هذا الباب كقوله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مئة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثلما قال أو زاد عليه. رواه مسلم (٢٦٩٢) .

وكقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور. رواه أبو داود في السنن رقم (٥٠٦٨) والنسائي في السنن الكبرى (٩٨٣٦) قال الألباني حديث صحيح.

وعليه فلك أن تقول أذكار الصباح عند استيقاظك من نومك لكونك لازلت في وقت الصبح والله ولي التوفيق

فائدة: روى مسلم في الصحيح رقم (٧٤٧) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من نام حزبه أو عن شيء منه فقرأ فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل "

قال النووي في "شرح مسلم" (٦/٢٧) :

هذا دليل على استحباب المحافظة على الأوراد وأنها إذا فاتت تقضى.

وجاء في "عون المعبود" (٤/١٩٨) قوله:

والحديث يدل على مشروعية اتخاذ ورد في الليل وعلى مشروعية قضائه إذا فات لنوم أو عذر من الأعذار وأن من فعله ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر كان كمن فعله من الليل ومنه استحباب قضاء التهجد إذا فاته من الليل. والله تعالى أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>