للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مريض بالقلب منع من الزواج فماذا يفعل عند اشتداد الشهوة؟

[السُّؤَالُ]

ـ[شاب يريد الزواج لكن هناك موانع منها: ١- مريض بالقلب لذلك منع من الزواج , يشق عليه الصوم. ٢- حالته المادية ضعيفة. فمع اشتداد الشهوة , وأيضاً الرغبة في البعد عن الحرام ماذا يفعل هذا الشاب؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أمراض القلب كثيرة متنوعة، ومنها ما يمكن الزواج معه، بحسب تقرير الطبيب المختص، وحينئذ لا حرج على المصاب أن يتزوج بشرط الإخبار بمرضه وإلا كان غاشا آثما وكان لزوجته الخيار في فسخ النكاح.

وإذا قرر الطبيب المختص أن الزواج فيه خطر على حياة المريض، فليس له أن يتزوج؛ لما في زواجه من إلقاء النفس للتهلكة، وعليه أن يصبر ويستعين بالصوم، فإن كان الصوم يضره أو شق عليه، وخاف على نفسه الوقوع في الحرام أبيح له الاستمناء، ارتكابا لأخف الضررين، وأهون الشرين.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وأما إنزاله باختياره بأن يستمني بيده فهذا حرام عند أكثر العلماء ; وهو إحدى الروايتين عن أحمد بل أظهرهما. وفي رواية: أنه مكروه، لكن إن اضطر إليه مثل أن يخاف الزنا إن لم يستمن , أو يخاف المرض , فهذا فيه قولان مشهوران للعلماء , وقد رخص في هذه الحال طوائف من السلف والخلف , ونهى عنه آخرون , والله أعلم " انتهى من "الفتاوى الكبرى" (١/٣٠٢) .

وقال في "شرح المنتهى" (٣/٣٦٦) : " ومن استمنى من رجل أو امرأة لغير حاجة حرُم فعله ذلك وعزّر عليه لأنه معصية، وإن فعله خوفا من الزنا أو اللواط فلا شيء عليه، كما لو فعله خوفا على بدنه بل أولى، فلا يباح الاستمناء لرجل بيده إلا إذا لم يقدر على نكاح، لأنه مع القدرة على ذلك لا ضرورة إليه " انتهى.

وهذا مقيد أيضا بأمن الضرر، والأصل في ذلك قوله تعالى: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) البقرة/١٩٥، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا ضَرَرَ وَلا ضِرَارَ) رواه أحمد وابن ماجه (٢٣٤١) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه.

وهناك أمور تعين على الصمود أمام طغيان الشهوة، وقد سبق بيانها في جواب السؤال رقم (٢٠١٦١) .

ولكن ... قبل أن يجوز له الاستمناء، فإن أمكن أن يأخذ أدوية تقلل الشهوة وتضعفها ولا ضرر فيها، كان هذا مقدماً على الاستمناء.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>