للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا حضر النساء حفل الزفاف بملابس شبه عارية فهل يلحق الإثم أصحاب الحفل؟

[السُّؤَالُ]

ـ[نريد أن نقيم حفل زفاف إسلامي ولكن كما تعلمون، فإن معظم النساء الآن يحضرن وهن مرتديات ملابس شبه عارية إلا من رحم الله فهل علينا نحن أصحاب الحفلة إثم في ذلك؟]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولا:

حفل الزفاف الإسلامي هو الحفل المنضبط بالشرع، فلا توجد به آلات للهو غير الدف، ولا يختلط فيه الرجال بالنساء، ولا يسمح فيه بالمنكرات المنتشرة كالتصوير والرقص الفاحش والأغاني الهابطة واللباس المستهتر الذي يكشف العورات ويخدش الحياء، بل يوجد فيه لهو منضبط، وفرح لا يطغي، وسرور لا ينافي الأخلاق والقيم.

روى البخاري (٥١٦٣) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا زَفَّتْ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا عَائِشَةُ، مَا كَانَ مَعَكُمْ لَهْوٌ؟ فَإِنَّ الْأَنْصَارَ يُعْجِبُهُمْ اللَّهْوُ) .

وروى ابن ماجه (١٩٠٠) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: أَنْكَحَتْ عَائِشَةُ ذَاتَ قَرَابَةٍ لَهَا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (أَهْدَيْتُمْ الْفَتَاةَ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا مَنْ يُغَنِّي؟ قَالَتْ: لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ، فَلَوْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُولُ: أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ) . حسنه الألباني في "إرواء الغليل" (١٩٩٥) .

وروى النسائي (٣٣٦٩) وابن ماجه (١٨٩٦) عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَصْلُ مَا بَيْنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ: الدُّفُّ وَالصَّوْتُ فِي النِّكَاحِ) حسنه الألباني في صحيح الترمذي.

وينظر: جواب السؤال رقم (١١٤٤٦)

ثانيا:

إذا خشيت حضور بعض النساء بملابس غير لائقة، فاكتبي في الدعوة الموجهة إليهن: يرجى الحضور بملابس لائقة أو محتشمة أو مناسبة لا تخدش الحياء، أو نحو هذا من العبارات، فإن لم يمكن ذلك أو كان فيه حرج عليك فيمكنك الكلام مع العاقلات منهن أنك لا تحبين تلك الملابس العارية، وأن منظرها يؤذيك، وأنها تنافي الحياء ... ويتم بواسطتهن نشر ذلك بين المدعوات، حتى يعلمن قبل مجيئهن أنك لا ترضين بهذا، ثم إذا حضرت امرأة بلباس لا يليق، بُذلت لها النصيحة والتوجيه، وبهذا لا يلحقكم إثم؛ لأنكم قمتم بالواجب تحذيرا وإنكارا.

ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>