للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شخص مريض بالسيلان فهل تقبل صلاته وصيامه؟

[السُّؤَالُ]

ـ[هل يقبل الصيام وتقبل الصلاة من شخص مريض بالسيلان؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

مرض السيلان بصفة عامة يعني خروج صديد من مجرى البول عند الرجال أو النساء.

ولا أثر لهذا على الصوم.

ثانياً:

أما الصلاة، فإن الطهارة تنتقض بكل ما خرج من السبيلين (مجرى البول ومجرى الغائط)

كالبول، والغائط والريح والمذي والدم والصديد وغير ذلك من الإفرازات.

انظر السؤال: (١٤٣٢١) .

وعلى هذا، فالصديد الذي يخرج من مريض السيلان ناقض للوضوء، ولكن لمّا كان خروج هذا الصديد مستمراً، ولا يتحكم فيه المريض كان له حكم صاحب "سلس البول" وهو من لا يتحكم في البول، بل ينزل منه البول بغير اختياره.

وحكمه:

أنه إذا كان يعلم أن هذا السائل يخرج في أوقات معينة ثم ينقطع مدة تكفيه للطهارة والصلاة، فيجب عليه الانتظار حتى ينقطع، ولو فاتت صلاة الجماعة، ثم يتوضأ ويصلي في وقت انقطاعه، ما لم يخش خروج وقت الصلاة.

أما إن كان يخرج باستمرار، ولا ينقطع فإنه يلزمه أن يجعل على فرجه خرقة أو شيئاً يمنع من انتشار النجاسة، وتلويثها للبدن والثياب، ويتوضأ لكل صلاة بعد دخول وقتها، ولا يضره إن خرج منه شيء بعد الوضوء، ولو في الصلاة.

ويصلي بهذا الوضوء من النوافل ما يشاء حتى يخرج وقت الفريضة التي توضأ لها.

وانظر السؤال: (٢٢٨٤٣) ، (٣٩٤٩٤) .

هذا. . . إذا كان قصد السائل بالسؤال: هل يصح الصوم والصلاة مع استمرار خروج هذا الصديد؟

أما إن كان قصده أنه ارتكب فاحشة الزنا (لأن الغالب من مرض السيلان أنه يأتي بسبب العلاقات المحرمة) فليعلم أن من تاب إلى الله تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، ومهما فعل الإنسان من المعاصي، ثم تاب إلى الله وأناب إليه، وندم على ما فعل، فإنه يجد الله غفوراً رحيماً. قال الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر/٥٣.

وروى الترمذي (٣٥٤٠) عن أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (يَا ابْنَ آدَمَ، لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلا أُبَالِي) صححه الألباني في صحيح الترمذي.

(عَنَانَ السَّمَاءِ) هو السَّحَابُ، وَإِضَافَتُه إِلَى السَّمَاءِ تَصْوِيرٌ لارْتِفَاعِهِ وَأَنَّهُ بَلَغَ مَبْلَغَ السَّمَاءِ. انتهى من "نحفة الأحوذي".

وانظر السؤال (٩٣٩٣) .

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>