للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قتل العمد من أكبر الكبائر

[السُّؤَالُ]

ـ[شاركت في جريمة قتل، ولم يقبض علي لإحكام الجريمة، وأريد أن أكفر عن ذنبي، هل يقبل الله توبتي دون أن أسلم نفسي للشرطة؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

قتل العمد إذا كان المقتول مؤمناً فإنه من أكبر الكبائر قال تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) النساء/٩٣.

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) .

وأنت إذا قتلت مؤمناً عمداً تعلق في قتلك ثلاثة حقوق: حق الله عز وجل وحق للمقتول وحق لأولياء المقتول.

أما حق الله سبحانه وتعالى فإنك إذا تبت إلى ربك توبة نصوحاً فإن الله تعالى يقبل منك لقوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم) الزمر/٥٣.

وأما حق المقتول فإنه، أعني المقتول، ليس حياً حتى يمكنك أن تتداركه فيبقى أمره إلى يوم القيامة يعني أن القصاص منك لهذا المقتول يكون يوم القيامة، ولكن أرجو إذا صحت توبتك وكانت مقبولة عند الله، أن الله سبحانه وتعالى يرضي هذا المقتول بما شاء من فضله وتبقى بريئاً منه، أما أولياء المقتول وهو الحق الثالث فإنه لا تتم براءتك منه حتى تسلم نفسك لهم، وعلى هذا فالواجب أن تسلم نفسك إلى أولياء المقتول، وتقول لهم إنك أنت الذي قتلته ثم هم بالخيار إن شاءوا اقتصوا منك إذا تمت شروط القصاص وإن شاءوا أخذوا الدية وإن شاءوا عفوا مجاناً.

[الْمَصْدَرُ]

من فتاوى الشيخ ابن عثيمين مجلة الدعوة العدد/١٧٨٩، ص/٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>