ـ[مريض بالسل، وتعالجت منه مدة سنتين، وألزمني الأطباء بترك الصيام، وخوفوني بأني إذا صمت انتكس علي المرض، ونصحوني بترك الصيام مدة خمس سنوات. فما حكم ترك الصيام هذه المدة؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
" قال الله تعالى: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة/١٨٥، أي: ومن كان به مرض في بدنه يشق عليه الصيام أو يؤذيه أو كان في حال سفر فله أن يفطر، وعليه قضاء عدة ما أفطره من الأيام، ولهذا قال الله تعالى:(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ) البقرة/١٨٥، ونص العلماء على أنه إذا أخبر طبيب مسلم ثقة بأن الصيام مما يضر بهذا المريض، أو يُمَكِّن منه العلة، أو يبطئ البرء ونحو ذلك فإن ترك الصيام في مثل هذه الحالة جائز شرعاً. فإن كان الطبيب غير مسلم أو مسلماً لكنه غير عدل فلا يقبل قوله إلا عند الضرورة، مثل ألا يتمكن من سؤال غيره، فإذا وجدت الضرورة وحفت القرائن على صدق غير المسلم ونحوه بأن يحس المريض من نفسه بذلك، أو يكون مشتهراً أن هذا المرض مما يتمكن بالصيام ويصعب برؤه فحينئذ يجوز ترك الصيام حتى يعافيه الله ويقوى عليه بدون ضرر.
أما ما مضى من الأشهر فعليك قضاؤها بعد البرء، ولا كفارة في تأخيرها، لأن تركك لها لاستمرار المرض معك " انتهى.
"فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله"(٤/١٨٢، ١٨٣) .