للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل الأفضل لطالب العلم أن يلازم شيخاً واحداً؟

[السُّؤَالُ]

ـ[ذكر الخطيب البغدادي جانباً من جوانب تعلم العلم وهو لزوم أحد العلماء , أو أحد المشائخ فما رأي فضيلتكم؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى السؤال السابق فأجاب رحمه الله بقوله: هذا جيد كون الإنسان يركز على شيخ من المشائخ يجعله هو الأصل لا سيما المبتدئ الصغير , المبتدئ الصغير إذا طلب العلم على عدة أناس تذبذب , لأن الناس ليسوا على رأي واحد خصوصاً في عصرنا الآن , كان فيما سبق أي قبل مدة كان الناس هنا في المملكة لا يخرجون أبداً عن الإقناع والمنتهى؛ فتجد فتاواهم واحدة , وشروحهم واحدة , لا يختلف واحد عن آخر إلا في الإلقاء وحسن الأسلوب , لكن الآن لما كان كل واحد حافظاً حديثاً أو حديثين قال: أنا الإمام المقتدى به والإمام أحمد رجل ونحن رجال , فصارت المسألة فوضى , صار الإنسان يفتي , أحياناً تأتي الفتوى تبكي وتضحك وكنت أهمَّ أن أدوَّن مثل هذه الفتاوى لكن كنت أخشى أن أكون ممن تتبع عورات إخوانه فتركته تحاشيناً مني إلا نقلنا أشياء بعيدة عن الصواب بُعد الثريا عن الثرى.

فأقول: ملازمة عالم واحد مهمة جداً ما دام الطالب في أول الطريق لكي لا يتذبذب , ولهذا كان مشائخنا ينهوننا عن مطالعة المغني وشرح المهذب والكتب التي فيها أقوال متعددة عندما كنا في زمن الطلبة , وذكر لنا بعض مشائخنا أن الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بابطين ـ رحمه الله ـ وهو من كبار مشائخ نجد ذكروا أنه كان مكبَّاً على الروض المربع لا يطالع إلا إياه ويكرره , كل ما خلص منه كرره لكن يأخذه بالمفهوم والمنطوق والإشارة والعبارة فحصل خير كثير.

أما إن توسعت مدارك الإنسان فهذا ينبغي له أن ينظر أقوال العلماء يستفيد منها فائدة علمية وفائدة تطبيقية , لكن في أول الطلب أنا أنصح الطالب أن يركز على شيخ معين لا يتعداه.

[الْمَصْدَرُ]

من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين , كتاب العلم , الصفحة (١٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>