للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل يجوز للداعي أن يقول: " يا رحمن يا الله " أو " يا تواب يا الله "؟

[السُّؤَالُ]

ـ[أثناء الدعاء بأسماء الله الحسنى هل تصح هذه الصيغة " اللهم يا رحمن يا الله، يا رحيم يا الله، يا غفور يا الله، يا تواب يا الله " تكرار لفظ الجلالة مع كل اسم من أسماء الله الحسنى؟ هل يعتبر ذلك من الاعتداء؟ .]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

التوسل إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى، بين يدي الدعاء، من صيغ التوسل المشروعة، ولا يظهر مانع من أن يتوسل بذكر أحد الأسماء الحسنى، ثم يعقبه بلفظ الجلالة " الله "؛ فاسم الله تعالى " الله " يدل على جميع أسمائه تعالى، فمن دعا الله أو توسل بأسمائه الحسنى، فذكر اسماً من أسمائه دون غيره، أو ذكر أكثر من واحد، أو ذكرَ واحداً ثم أعقبه باسم الله تعالى الجامع لكل الأسماء وهو " الله "، أو اكتفى باسم الله تعالى " الله ": فكل ذلك جائز، ولا يظهر ما يمنع منه، ولا حرج في فعله، وإن كان الأفضل أن يأتي بلفظ الجلالة (الله) أولا، ثم يردفه بما يناسب المقام من الأسماء الحسنى، فيُحسن اختيار الاسم المناسب لحاجته، فالرحمن، والغفور، والتواب: يُدعى بها في حال طلب المغفرة، والعفو عن الزلات، والقوي، والقهار، العزيز: يُدعى بها في حال طلب النصرة، وهكذا.

قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -:

وهكذا استعمال " يا لطيف "، أو " يا الله "، أو نحو ذلك بعدد معلوم يَعتقد أنه سنَّة: لا أصل لذلك، بل هو بدعة، ولكن يُشرع الإكثار من الدعاء بلا عدد معين، كقوله: " يا لطيف الطف بنا، أو اغفر لنا، أو ارحمنا، أو اهدنا "، ونحو ذلك. وهكذا يا الله، يا رحمن، يا رحيم، يا غفور، يا حكيم، يا عزيز، اعف عنا، وانصرنا، وأصلح قلوبنا وأعمالنا، وما أشبه ذلك؛ لقول الله سبحانه: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/ ٦٠، وقوله عز وجل: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) البقرة/ ١٨٦؛ ولكن بدون تحديد عدد لا يزيد عليه ولا ينقص. إلا ما ورد فيه تحديد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

" فتاوى الشيخ ابن باز " (٢٦ / ١٧٦، ١٧٧) .

وللمزيد حول أسماء الله الحسنى: انظر أجوبة الأسئلة: (١٣٩٢) و (٧٢٨٧٠)

و (٩٩٦٢٤) و (١٠٤٤٨٨) .

على أن ما يفعله بعض الأئمة من المبالغة في ذلك الباب، وتعمد الإتيان بالأسماء الحسنى جميعا، أو بما يقدر عليه منها، ويردد المأمون خلفه ما يقول، فأقل أحوال أنه خلاف السنة، ونخشى أن يكون ذلك من الاعتداء في الدعاء، وفقدان التضرع فيه.

والله أعلم

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>