ـ[مسلمة ولدت وعاشت في أمريكا، تذهب لبلدها مرة أو مرتين في السنة مع أهلها، لها ابن عم في بلدها، في كل مرة ينفرد بها ويمسك بها ويقبلها ويدخلها غرفته ويغلق الباب و. . . . ولكنه لم يزن بها، والحمد لله، لا تحب أفعاله وتتضايق منها وتشعر بالندم، وتريد أن تعرف ماذا تفعل لأنها ستسافر قريباً.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لاشك أن ما يفعله ابن عمك معك حرام بَيّن، ومنكر ظاهر؛ إذ هذا لا يجوز إلا مع الزوجة التي أباح الله الاستمتاع بها.
والواجب عليك أن تنكري ذلك وأن ترفضيه وإلا كنت شريكة في الإثم والوزر، فإن الرجل لا يستطيع أن يفعل ذلك إلا برضا المرأة واختيارها غالبا.
وينبغي أن تعلمي أن ابن عمك أجنبي عنك كسائر الأجانب، فلا يجوز أن يخلو بك ولا أن تكشفي أمامه شيئا من بدنك. وهو مأمور بغض البصر عنك كما أنك مأمورة بذلك أيضا.
ومثل هذا المجترئ على محارم الله يجب زجره وردعه والإغلاظ له في القول وتهديده بإخبار أهلك وأهله.
وإذا حاول الإمساك بك لزمك دفعه، والهروب منه.
واحذري من التهاون أو اللين في معاملته فإن الشيطان قد يزين لك هذا الإثم، فترضين به، فيحل بك غضب الله ومقته.
وإن مما يؤسف له تساهل كثير من الناس في حفظ بناتهم وأولادهم، وإفساح المجال أمامهم للوقوع في هذا البلاء والشر، لا سيما مع أبناء الأعمام والعمات والأخوال والخالات، جهلا منهم بوجوب التستر عن هؤلاء، أو ضعفا في الإيمان والغيرة، والله المستعان.
وعليك التوبة إلى الله من هذا الفعل المحرم، ومجرد الندم لا يكفي، بل لا بد لصحة التوبة من الإقلاع عن الذنب والعزم على عدم العود إليه.
وعليك أن تتجنبي الأسباب التي قد تجرك إلى هذا الفعل المحرم، كالخلوة بابن عمك أو مصافحته أو مقابلته ومحادثته، فعليك مجانبته تماماً، دفعاً للشر، ومنعاً للفساد، وسداًّ لباب الفتنة والمعصية.