ـ[يوجد صديق تقدم للزواج ولكن يوجد عنده عيب خلقي إذ يوجد عنده خصية واحدة وهناك احتمال للقدرة على الإنجاب ولا يعرف هذه القدرة إلا الله فما الحل؟ هل يقبل على الزواج بدون إخبار زوجته ويترك هذا الشيء لله أم ما هو الحل؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
إذا كان هذا العيب يؤثر على قدرته على الجماع أو الإنجاب، وجب عليه أن يبين ذلك لمن يخطبها؛ لأن من مقاصد النكاح: الاستمتاع، وحصول الولد، فإذا كان هذا العيب يفوت مقصود الزوجة، وكتمه عنها، فهو غش وخداع لها.
وقد سبق في جواب السؤال (٤٣٤٩٦) أن كل عيب يوجد في أحد الزوجين يوجب نفرة الآخر منه، أو يفوت المقصود من النكاح، فإنه يثبت للطرف الثاني حق فسخ عقد النكاح، ومن ذلك: الخصاء، وعقم أحد الزوجين.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني"(٧/١٤٣) : " قال أبو حفص: والخصاء عيب يرد به. وهو أحد قولي الشافعي؛ لأن فيه نقصا وعارا , ويمنع الوطء أو يضعفه. وقد روى أبو عبيد , بإسناده عن سليمان بن يسار , أن ابن سندر تزوج امرأة وهو خصي , فقال له عمر: أعلمتها؟ قال: لا. قال: أعلمها , ثم خيرها " انتهى.
وبناء على ذلك نقول: ينبغي لصديقك أن يعرض أمره على طبيب مختص، فإن ثبت أن هذا العيب يمكن أن يؤثر على الإنجاب أو الوطء، فإن عليه أن يخبر من يريد الزواج منها، فإن قبلت بذلك، فلا حرج عليه في نكاحها، وإن كتم ذلك ولم يبينه كان غاشا، وكان لزوجته الخيار في الفسخ إن تبين عدم إنجابه أو عجزه عن الوطء.
وإن ثبت أنه لا يؤثر على الإنجاب والوطء، فهذا لا يعد عيبا، ولا يلزمه أن يخبر به.