هل العرش فوق السماء السابعة؟
[السُّؤَالُ]
ـ[أعرف أن الله فوق السماء والأرض والكل تحته. فهل هذا يعني أن العرش فوق السماء السابعة؟ .]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
مما لا شك فيه أن العرش فوق السماء السابعة بل هو أعلى المخلوقات كلها.
وقد دلت الأدلة الصريحة على ذلك.
فمن ذلك ما رواه البخاري (٢٥٨١) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ ".
وقد تقرر عند جميع المسلمين، أن الجنة فوق السماء السابعة، فإذا كان العرش فوق الجنة لزم من ذلك أن يكون العرش فوق السماء السابعة.
ومما يشهد لهذا المعنى ويدل عليه ما رواه مسلم في صحيحه (٤١٣٦) عن عَبْد اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الأَنْصَارِ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ... وَلَكِنْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ. قَالَ: فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا " فهذا ظاهر جداً في أن العرش وحملته فوق جميع السماوات.
ومن ذلك مَا أَخْرَجَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحه (١٠٥) وفي كتاب التوحيد له (رقم ٥٩٤) عَنْ اِبْن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ: " بَيْن السَّمَاء الدُّنْيَا وَاَلَّتِي تَلِيهَا خَمْسمِائَةِ عَام , وَبَيْن كُلّ سَمَاء مسيرة خَمْسمِائَةِ عَام. وَفِي رِوَايَة " وَغِلَظ كُلّ سَمَاء مَسِيرَة خَمْسمِائَةِ عَام , وَبَيْن السماء السَّابِعَة وَبَيْن الْكُرْسِيّ خَمْسمِائَةِ عَام , وَبَيْن الْكُرْسِيّ وَبَيْن الْمَاء خَمْسمِائَةِ عَام , وَالْعَرْش فَوْق الْمَاء وَاَللَّه فَوْق الْعَرْش وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْء مِنْ أَعْمَالكُمْ " وصححه الذهبي في العلو (ص٦٤) وابن القيم في اجتماع الحيوش الإسلامية (ص ١٠٠) .
وما أخرجه الذهبي في كتاب العلو كما في مختصره (٣٥) عن عبد الله بن عمرو قال: جعل الله فوق السماء السابعة الماء، وجعل فوق الماء العرش " وقال الشيخ الألباني: إسناده صحيح.
وقد نص العلماء رحمهم الله تعالى على أن العرش سقف المخلوقات وأعلاها.
قال ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد" (٤/٢٠٣) :
والعرش هو سقف المخلوقات وأعظمها اهـ بتصرف يسير.
وكذا قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (٦/٥٨١) ، (٢٥/١٩٩٨) .
وقاله ابن كثير في "البداية والنهاية" (١/٩، ١١) .
وقاله ابن أبي العز في "شرح العقيدة الطحاوية" (١/٣١١) .
انظر: (مختصر العلو ـ للذهبي، والتوحيد لابن خزيمة، واجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب