للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ترك الواجبات حياء من الله بسبب الوقوع في المعصية

[السُّؤَالُ]

ـ[أسلمت حديثاً تم الاتفاق على تزويجي مع عم زوجي وذهبت للعيش في الشرق الأوسط ثم عدت لكندا وأنا حامل ووضعت ولدي، ثم ساءت الأمور بيننا ونريد الطلاق، لا أملك أوراق الزواج وهذا أخر معاملة طلاقي، أعيش مع رجل مسلم آخر يهتم بي وبطفلي ويريد أن يتزوجني، لم أتحدث إلى زوجي منذ عدة أشهر فقد كان يستعملني للحصول على الإقامة في كندا ولم يساعدني مطلقاً، وسؤالي هو: هل أصوم وأصلي في هذه الظروف؟

أشعر بالذنب من المعاصي التي أفعلها والحال الذي أنا فيه ولكنني أشعر بأن الله يعلم حالي وسيعينني أنا وخطيبي للعودة للطريق المستقيم، ولكن بسبب الشعور بالذنب فأنا لا أستطيع الصلاة لأنني أشعر بالخجل فماذا أفعل؟ أشعر بأنني منافقة إن صمت وصليت وهذا الأمر يزعجني، كنت أفكر بأن أقضي كل ما فاتني بعد أن أتطلق وأتزوج من الشخص الذي أسكن معه الآن، حينها أكون صادقة مع نفسي ومع الله، هو يصوم ولكنني لا أرى جدوى من الصيام ونحن نعيش بطريقة خاطئة الآن. أرجو المساعدة]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نسأل الله أن يريك الحق حقا، ويرزقك اتباعه، وأن يريك الباطل باطلا ويرزقك اجتنابه، وأن يثبتك على الحق حتى الممات.

وبخصوص ما ورد في سؤالك، فما هو الأفضل من الناحية العقلية - فضلا عن الناحية الشرعية -، أن يرتكب الإنسان خطأين، أم خطأ واحدا؟؟؟

إن كل عاقل، يقول: الأفضل أن يرتكب الإنسان خطأ واحدا، ولا يرتكب خطأين، فمن كان يشرب الخمر مثلا، لا يقبل منه أن يقول طالما أني أشرب الخمر، إذا فلأزني، ولأقتل، ولأسرق، وأفعل وأفعل!!!

أيتها الأخت الفاضلة

لا شك أن ما أنت فيه محرم، فإن الخلوة بالأجنبي محرمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما خلا رجل بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما) [رواه الإمام أحمد برقم ١١٤، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب برقم ١٩٠٨]

ثم أنت ذات زوج، وإن كان هذا الزوج قد ظلمك أو تعدى حدوده معك، فلا يبيح لك هذا أن تقيمي علاقة غير شرعية مع غيره أبدا، بل إن هذا من أعظم الخيانة، وقد قال تعالى {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا} فنهى الله تعالى عن قرب الزنا، وهو كل ما يفضي إليه، ولا شك أن ما أنت فيه هو من قرب الزنا.

فننصحك أن تتوبي إلى الله عز وجل، وأن تراجعي حساباتك، وأن تؤدي الصلوات المفروضة، وتصومي رمضان، ولا يبيح لك عصيانه أن تتركي فرائض الله، فإن تركها ما هو إلا خطأ فوق خطأ، ومعصية على معصية كما سبق بيانه.

ثم اعلمي أن الصلاة والعبادة والطاعة سبب لتفريج الكربات، وإزالة الهموم والغموم، قال تعالى {واستعينوا بالصبر والصلاة} ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى، أي إذا أهمه أمر، ونزل به أمر، صلى [رواه أبو داود برقم ١٣١٩، وحسنه الألباني]

ولا ينفعك أن تتركي العبادة الآن ثم تقضيها فيما بعد، فإن الإنسان إذا تعمد إخراج العبادة عن وقتها، لم ينفعه قضاءها ولو قضاها ألف مرة، ولهذا قال تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) النساء/١٠٣

أي موقتا بوقت، لا يمكن إخراجه عنه بلا عذر.

فاعزمي من الآن على قطع الصلة بينك وبين ذلك الرجل، وعلى إنهاء الخلاف بينك وبين زوجك بأي وسيلة كانت، أو تعجيل الحصول على الطلاق إن لم يكن هناك سبيل للإصلاح وعلى القيام بفرائض الله وحقوقه، وفقك الله لكل خير.

تراجع الأسئلة رقم (٩٤٦٥، ٢٠٧٨٤، ٢٠٩٤٩) .

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>