للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ماذا يمكن أن تفعل في دقيقة واحدة

[السُّؤَالُ]

ـ[نحن في المكاتب ومقرات العمل لا نكاد نجد وقت للعبادة والعمل الصالح فكيف نفعل في الأوقات القليلة التي نجدها في يومنا؟ وكيف يمكن أن نستفيد منها؟.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

إن الوقت هو عمر الإنسان، ومن أجلِّ ما يصان عن الإضاعة والإهمال، والحكيم الخبير من يحافظ على وقته، فلا يتخذه وعاء لأبخس الأشياء وأسخف الكلام، بل يقصره على المساعي الحميدة والأعمال الصالحة التي ترضي الله، وتنفع الناس، فكل دقيقة من عمرك قابلة لأن تضع فيها حجراً يزداد به صرح مجدك ارتفاعاً، ويقطع به قومك في السعادة باعاً أو ذراعاً.

فإن كنت حريصاً على أن يكون لك المجد الأسمى، ولقومك السعادة العظمى فدع الراحة جانباً، واجعل بينك وبين اللهو حاجباً.

هذا وإن الدقيقة من الزمن يمكن أن يُفعل فيها خير كثير وينال بها أجر كبير، دقيقة واحدة فقط يمكن أن تزيد عمرك، في عطائك، في فهمك، في حفظك، في حسناتك، دقيقة واحدة تكتب في صحيفة أعمالك إذا عرفت كيف تستثمرها وتحافظ عليها:

احرص على النفع الأعم من الدقيقة

إن تنسها تنس الأهم بل الحقيقة

وفيما يلي ذكر لمشاريع استثمارية تستطيع إنجازها في دقيقة واحدة بإذن الله:

١- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الفاتحة (٣) مرات سرداً وسراً، حسب بعضهم حسنات قراءة الفاتحة فإذا هي أكثر من (٦٠٠) حسنة فإذا قرأتها (٣) مرات يحصل لك بإذن الله أكثر من (١٨٠٠) حسنة وكل هذا في دقيقة واحدة.

٢- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) (٢٠) مرة سرداً وسراً، وقراءتها مرة واحدة تعدل ثلث القرآن، فإذا قرأتها (٢٠) مرة فإنها تعدل القرآن (٧) مرات، ولو قرأتها كل يوم في دقيقة واحدة (٢٠) مرة لقرأتها في الشهر (٦٠٠) مرة، وفي السنة (٧٢٠٠) مرة، وهي تعدل في الأجر قراءة القرآن (٢٤٠٠) مرة.

٣- تقرأ وجهاً من كتاب الله في دقيقة.

٤- تحفظ آية قصيرة من كتاب الله في دقيقة.

٥- في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على شيء قدير (٢٠) مرة، وأجرها كعتق (٨) رقاب في سبيل الله من ولد إسماعيل.

٦- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول سبحان الله وبحمده (١٠٠) مرة، ومن قال ذلك في يوم غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زيد البحر.

٧- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم (٥٠) مرة، وهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن، كما روى البخاري ومسلم.

٨- قال صلى الله عليه وسلم: (لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس) رواه مسلم، وفي الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول هذه الكلمات جميعاً أكثر من (١٨) مرة، وهذه الكلمات هي من أحب الكلام إلى الله، وهي من أفضل الكلام، ووزنهن في الميزان ثقيل كما ورد في الأحاديث الصحيحة.

٩- في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله أكثر من (٤٠) مرة، وهي كنز من كنوز الجنة كما روى البخاري ومسلم كما أنها سبب عظيم لتحمل المشاق، والتضلع بعظيم الأعمال.

١٠- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول لا إله إلا الله (٥٠) مرة تقريباً وهي أعظم كلمة، فهي كلمة التوحيد، والكلمة الطيبة، والقول الثابت، ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة، إلى غير ذلك مما يدل على فضلها وعظمتها.

١١- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته أكثر من (١٥) مرة وهي كلمات تعدل أضعافاً مضاعفةً من أجور التسبيح والذكر كما صح عنه عليه الصلاة السلام.

١٢- في دقيقة واحدة تستغفر الله عز وجل أكثر من (١٠٠) مرة بصيغة أستغفر الله، ولا يخفى عليك فضل الاستغفار، فهو سبب للمغفرة، ودخول الجنة، وهو سبب للمتاع الحسن، وزيادة القوة، ودفع البلايا، وتيسير الأمور، ونزول الأمطار، والإمداد بالأموال والبنين.

١٣- تلقي كلمة مختلة مختصرة في دقيقة وربما يفتح الله بها من الخير ما لا يخطر لك ببال.

١٤- في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم (٥٠) مرة بصيغة صلى الله عليه وسلم، فيصلي عليك الله مقابلها (٥٠٠) مرة لأن الصلاة الواحدة بعشر أمثالها.

١٥- في دقيقة واحدة ينبعث قلبك إلى شكر الله، ومحبته، وخوفه، ورجائه والشوق إليه، فتقطع مراحل في العبودية وقد تكون حينئذ مستلقياً على فراشك أو سائراً في طريقك.

١٦- في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تقرأ أكثر من صفحتين من كتاب مفيد يسير الفهم.

١٧- في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تصل رحمك عبر الهاتف.

١٨- ترفع يديك وتدعو بما شئت من جوامع الدعاء في دقيقة.

١٩- تُسَلِم على عدد من الأشخاص وتصافحهم في دقيقة.

٢٠- تنهى عن منكر في دقيقة.

٢١- تأمر بمعروف في دقيقة.

٢٢- تقدم نصيحة لأخ في دقيقة.

٢٣- تواسي مهموماً في دقيقة

٢٤- تميط الأذى عن الطريق في دقيقة.

٢٥- اغتنام الدقيقة الواحدة يبعث على اغتنام غيرها من الأوقات الطويلة المهدرة.

قال الشافعي رحمه الله:

إذا هجع النوَّام أسبلت عبرتي وردَّدت بيتاً وهو من ألطف الشعر

أليس من الهجران أن ليالياً تمر بلا علم وتحسب من عمري

وأخيراً فبقدر إخلاصك ومراقبتك يعظم أجرك، وتكثر حسناتك.

واعلم أن معظم هذه الأعمال لا يكلفك شيئاً، فلا يلزمك طهارة، أو تعب، أو بذل جهد، بل قد تقوم به وأنت تسير على قدميك، أو على السيارة، أو أنت مستلق، أو واقف، أو جالس، أو تنتظر أحداً.

كما أن هذه الأعمال من أعظم أسباب السعادة، وانشراح الصدر، وزوال الهموم والغموم. وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وصلى الله على سيدنا محمد.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

الشيخ محمد صالح المنجد

<<  <  ج: ص:  >  >>