هل هناك أعمال صالحة خاصة بالمرأة الحامل؟
[السُّؤَالُ]
ـ[الحمد لله أنني حامل، وأدعو الله أن يرزقني بولد صالح. أود أن أعرف ما إذا كان هناك أي أعمال صالحة يمكنني أن أعملها وأنا حامل؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لعل أهم عمل صالح يمكن للمرأة الحامل عمله والعناية به هو تعلم أساليب التربية النافعة، والقراءة في كتب التربية الموثوقة، والاستماع إلى المتخصصين من أهل العلم الأمناء، وذلك لأن التربية الصالحة هي أهم وظيفة يقوم بها الآباء تجاه أبنائهم، لا يعادلها جمع مال، ولا شراء حاجيات، ولا غير ذلك، حتى قال بعض الحكماء:
" أفضل ما يورِّث الآباء الأبناء: الثناء الحسن، والأدب النافع، والإخوان الصالحون "
ذكره ابن عبد البر في "بهجة المجالس" (ص/١٨) ويروى نحوه في حديث مرسل، انظر "السلسلة الضعيفة" (رقم/١١٢١)
ولا يظنن ظان أن التأدب أمر يسير، بل هو مجموعة من الأخلاق والأذواق التي لا يتحصل عليها المرء إلا بالتجربة والرعاية وتأديب المؤدبين، فإذا اتكل الوالدان على تأديب الطبع السليم فقد أسلما أولادهم إلى تفريط وضيعة.
يقول الماوردي رحمه الله:
" اعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة، وأخلاق مرسلة، لا يستغني محمودها عن التأديب، ولا يكتفي بالمرضي منها عن التهذيب؛ لأن لمحمودها أضدادا مقابلة، يساعدها هوى مطاع وشهوة غالبة، فإن أغفل تأديبها تفويضا إلى العقل، أو توكلا على أن تنقاد إلى الأحسن بالطبع، أعدمه التفويض درك المجتهدين، وأعقبه التوكل ندم الخائبين، فصار من الأدب عاطلا، وفي صورة الجهل داخلا؛ لأن الأدب مكتسب بالتجربة، أو مستحسن بالعادة، ولكل قوم مواضعة، وذلك لا ينال بتوقيف العقل، ولا بالانقياد للطبع حتى يكتسب بالتجربة والمعاناة، ويستفاد بالدربة والمعاطاة، ثم يكون العقل عليه قيما، وزكي الطبع إليه مسلما، ولو كان العقل مغنيا عن الأدب، لكان أنبياء الله تعالى عن أدبه مستغنين، وبعقولهم مكتفين، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) " انتهى.
"أدب الدنيا والدين" (ص/٢٨٦) .
وذلك – ولا شك – من مقتضى قوله سبحانه وتعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) التحريم/٦
فإذا أصبح الوالدان على وعي كاف بهذا الأمر، واستشعرا حقيقة وخطورة شأن التربية والتأديب، تغير حال أمتنا جمعاء إلى الأقوم والأصلح بإذن الله.
كما ننصح المرأة الحامل بالحفاظ على الفرائض والصلوات، والإكثار من الدعاء وسؤال الله تعالى الولد الصالح البار والعافية في الدنيا والآخرة، فما أعطي أحد عطاء أفضل من العافية.
ولا نعلم عبادة مخصوصة جاء الشرع بندب الحامل إلى القيام بها دون غيرها من الناس.
ويمكن الاستفادة من كتاب: مسؤولية الأب المسلم نحو الولد في مرحلة الطفولة، تأليف: عدنان صالح باحارث.
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب