للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محتارة في الاختيار بين شخصين للزواج من أحدهما

[السُّؤَالُ]

ـ[لقد قمت بزيارة إلى أهلي، وفي زيارتي كنت أقيم في بيت خالي، وقد أعجب ابن خالي بي في هذه الفترة، وقد طلبني للزواج، ولكن ما زال غير مؤهل للزواج من الناحية المادية، ولكن هذا الشاب محترم ومؤدب، وفي الوقت نفسه هناك شاب كنت أعرفه من خلال دراستي في الجامعة، وكانت نيته طلب الزواج، وهو قادر على تحمل المسؤولية الزوجية من جميع نواحيها، ولكن ابن خالي متيَّم بي وأنا أحترمه وأكن له المودة والحب، ولكن لا أعرف إن كان حب الزوج أو القرابة؛ وذلك لأن أقاربي لا يسكنون في نفس البلاد التي أقيم فيها، وأنا أفتقر للعطف الاجتماعي في حياتي الاجتماعية وهناك قلة العلاقات الأسرية بين أهلي الموجودين في محيطي، فما العمل؟

وأريد أن أوجه لكم ملاحظة: أن كلا الشابين طموح ويحب التقدم والتنوير.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

أولاً:

يحسن بنا أن ننبهكِ أولاً إلى ما نعلمه مخالفاً للشرع مما ورد في سؤالك، وهما أمران:

الأول: الدراسة المختلطة، فلا يجوز للمرأة أن تدرس في جامعة مختلطة؛ لما يترتب على ذلك من مفاسد ومحاذير لا تخفى على أحد، وقد سبق بيان أدلة تحريم الاختلاط في السؤال رقم (١٢٠٠) .

وقد جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (١٢ / ١٥٦) :

" الاختلاط بين الرجال والنساء في المدارس أو غيرها من المنكرات العظيمة، والمفاسد الكبيرة في الدين والدنيا، فلا يجوز للمرأة أن تدرس أو تعمل في مكان مختلط بالرجال والنساء، ولا يجوز لوليها أن يأذن لها بذلك ". انتهى.

وإنك وإن كنتِ قد أنهيت الدراسة – كما يظهر من كلامك – فإن الواجب عليك التوبة والاستغفار عن تلك المخالفة الشرعية، وبخاصة أن بعض محاذير تلك الدراسة المختلطة قد وقع معكِ، وهو تعرفك على شاب أجنبي عنك، والخلطة معه ومع غيره من الأجانب على مقاعد الدراسة.

وانظري أجوبة الأسئلة رقم: (٨٨٢٧) و (٤٧٥٥٤)

والثاني: الاختلاط في سكنك في بيت خالك، وقد ظهر أثر هذا الاختلاط في كون ابن خالك قد أعجب بك – على حد قولك – بل وأنه " متيَّم بك "! ووصفك له بأنه " محترم ومؤدب " وأنك تكنين له " المودة والحب "! ، وكل هذا يؤكد حكمة الشرع في منع الاختلاط حتى بين الأقارب؛ لما يترتب على ذلك من مفاسد لا تخفى.

ولا مانع للمرأة أن تزور أقاربها وأن تقيم عندهم، لكن ينبغي لها الالتزام بالشروط الشرعية من عدم جواز الخلوة بأحد من أقاربها الأجانب عنها، وغض البصر من كلا الطرفين.

وانظري جواب السؤالين (٦٠٢٤٤) و (١٣٢٦١) ففيهما فوائد مهمة.

ثانياً:

وأما بالنسبة لاختيارك زوج المستقبل: فإنه لا بدَّ من توافر مواصفات مهمة في الزوج حتى تكون حياة الزوجة معه هنيئة طيبة، ويمكنك الوقوف على هذه المواصفات في جواب السؤال رقم (٥٢٠٢) ، ومن رأيته – بالتعاون مع أهلك – صالحاً لك – ولو كان غير هذين الرجلين – فلا تترددي في الموافقة على الزواج منه.

وننبهك إلى ضرورة الاستخارة قبل الموافقة على أحدٍ ممن يتقدم للزواج منك، وتجدين تفصيل حكمها وكيفيتها وفوائدها في جواب السؤال رقم (٢٢١٧) .

ونسأل الله تعالى أن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن ينعم عليك بزوج صالح وذرية طيبة.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>