للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يريد أن يدعو الموظفين إلى الصلاة لكنه متردد

[السُّؤَالُ]

ـ[أنا من المحافظين على صلاتهم، حتى في مكتب العمل، لكن زملائي المسلمين في العمل لا يصلون. وأود أن أفاتحهم في هذا الأمر لكن لا أعرف لماذا ينتابني شعور أني إذا كلمتهم سأتوقف أنا عن الصلاة، من فضلك أرشدني. وقد سألت الساعي لماذا لا يصلي، فقال إن تنظيف الحمامات من متطلبات عمله اليومي وبالتالي ينجس ولا يستطيع الصلاة وفي المساء يرجع إلى بيته متعبًا لأنه يعمل ١٢ ساعة بحيث لا يقدر على الصلاة. أرجو منكم أن تخبروني كيف أقنع هذا الشخص! ودائمًا أدعو له أن يبدأ يصلي ويحافظ على الصلاة.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

نسأل الله أن يزيدك إيمانا وتقى ومحافظة على فرائضه.

ولا ينبغي أن تتردد في نصح زملائك وتذكيرهم بأمر الصلاة، بل ذلك مما أوجب الله تعالى، كما قال سبحانه: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران/١٠٤ وقال: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) لقمان/١٧ وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم ٤٩

وترك الصلاة منكر عظيم، بل هو كفر مخرج عن الإسلام، في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " رواه مسلم (٨٢) .

وقوله: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" رواه الترمذي (٢٦٢١) والنسائي (٤٦٣) وابن ماجه (١٠٧٩) .

ولا ينبغي أن يكون في قلبك خاطرة أو احتمال لترك الصلاة، بل تكره ذلك كراهة أن تقذف في النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم" ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ" رواه البخاري ٤٩ ومسلم ٦٠

وما ذكره زميلك من الاعتذار بتنجس ملابسه، جوابه: أنه بإمكانه تنظيف الحمامات دون أن تتنجس ثيابه، كما أن بإمكانه تخصيص ثوب طاهر للصلاة. واعلم أنه لا يتعلل بمثل ذلك من في قلبه تعظيم للصلاة وإدراك لأهميتها وخطورة تركها.

فالواجب نصح هذا وغيره، وبيان حكم تارك الصلاة، ووجوب أداء الصلاة في مواقيتها، وحرمة تأخيرها إلى آخر الدوام أو قبل النوم؛ لقوله تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) مريم/٥٩

قال ابن مسعود عن الغي: واد في جهنم، بعيد القعر، خبيث الطعم.

وقال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) الماعون/٤، ٥.

فتأخير الصلاة عن وقتها كبيرة من الكبائر، وتركها بالكلية كفر أكبر، عياذا بالله من ذلك.

والله أعلم.

راجع السؤال رقم (٤٧٤٢٥) .

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>