ـ[صديقي الشيعي سألني سؤالاً وهو: كيف نعتمد صحيح البخاري وندعي صحته مع أن الإمام البخاري رحمه الله كان موجوداً بعد ٤٠٠ سنة من موت النبي صلى الله عليه وسلم؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
الإمام البخاري رحمه الله: مات سنة ٢٥٦ هـ أي بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بـ (٢٤٥) سنة. وليس كما يزعم صاحبك الشيعي، ولكن الكذب من معدنه لا يُستغرب، وليس معنى ذلك أن البخاري يمكنه أن يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فهذا ليس مرادا قطعا. وإنما ذكرنا هذا فقط لمجرد التوضيح.
وأما كيف نعتمد على صحيح البخاري وهو لم يلتق بالنبي صلى الله عليه وسلم مباشرة؟
فالجواب أن البخاري في صحيحه لا يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، بل هو يروي عن شيوخ ثقات، في أعلى درجات الحفظ والضبط والأمانة عن مثلهم إلى أن يصل إلى الصحابة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقل عدد بين البخاري والنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من الرواة، فاعتمادنا على صحيح البخاري لأن الرواة الذين نقل عنهم اختارهم بعناية تامة. فهم في أعلى درجات الثقة، ومع هذا فكان لا يكتب حديثا في هذا الصحيح حتى يغتسل، ثم يصلي ركعتين يستخير الله في هذا الحديث ثم يكتبه، وقد استغرق تأليفه لهذا الكتاب ستة عشر عاما، وقد تلقته أمة الإسلام بالقبول، وأجمعوا على صحة ما ورد فيه، وقد عصم الله هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة.
قال الإمام النووي رحمه الله في مقدمة شرح مسلم (١/١٤) : اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الكتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم، وتلقتهما الأمة بالقبول، وكتاب البخاري أصحهما وأكثرهما فوائد. انتهى
ولو سألت هذا الشيعي أو (الرافضي) عن ما ينقله زعماؤهم من الأقوال عن علي رضي الله عنه، والباقر، وجعفر الصادق، وغيرهم من آل البيت رحمهم الله، هل سمعوه منهم أم ينقلونه بالأسانيد؟ الجواب واضح. وهناك فرقٌ كبيرٌ بين أسانيد البخاري، وأسانيد هؤلاء الضالين الذين لا تجد أسماء رجالهم المعتمدين في الرواية إلا في كتب الضعفاء، والكذابين، والمجروحين.
وهذه الدعوى التي يثيرها هذا الرافضي إنما هي مقدمة للطعن في السنة التي تُبين بطلان مذهبهم، وفساد معتقدهم، فلم يجدوا بدا من التهويش بهذه الضلالات. ولكن هيهات فالحق واضح، والباطل مضطرب.
ثم ننصحك أيها السائل ـ وفقك الله ـ أن تحرص على مصاحبة من تنفعك مصاحبتهم من أهل السنة، وأن تجتنب مصاحبة أهل البدع، فقد حذر العلماء من مصاحبتهم لأنهم لا يزالون بالشخص حتى يبعدوه عن الحق بشتى أنواع الحيل والتلبيسات.
نسأل الله لنا ولك التوفيق للسنة والبعد عن البدعة وأهلها،،، والله أعلم.