حكم تقبيل العينين إذا سمع اسم النبي صلى الله عليه وسلم
[السُّؤَالُ]
ـ[بعض الأئمة في بلدي يقولون: إن على المسلم إذا سمع اسم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن يقبل عينيه، بينما قال غيرهم: إن ذلك لا معنى له، ما رأيك في ذلك؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
المشروع للمسلم عند سماع اسم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعظمه ويوقره بالصلاة والسلام عليه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رغِم أنفُ رجلٍ ذُكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ) رواه الترمذي (٣٥٤٥) وحسَّنه، وصححه الألباني في "إرواء الغليل"(٦) .
وعن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ) رواه الترمذي (٣٥٤٦) وحسَّنه، وصححه الألباني في "إرواء الغليل"(٥) .
وأما تقبيل العين عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ولعل المراد تقبيل الإبهامين ووضعهما على العين، فإن ذلك من البدع المحدثة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ) رواه مسلم (١٧١٨) . وقال صلى الله عليه وسلم:(إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ) رواه أبو داود (٤٦٠٧) وصححه الألباني في صحيح أبي داود.
وهذه البدعة من اختراع بعض الطرق الصوفية، وقد تابعهم عليها بعض المسلمين إحساناً للظن بهم، وجهلاً بأنها بدعة ضلالة.
والواجب على المسلم أن يجتنب البدع، ويحذر منها، وليحرص على اتباع الكتاب والسنة، من غير زيادة عليهما ولا نقصان، فإن الله تعالى قد أكمل لنا الدين (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً) المائدة/٣.
ولم يمت النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن بلغ رسالة ربه كاملة، ولم يترك خيراً إلا أمرنا به، ودلنا عليه، ولا شراًّ إلا نهانا عنه وحذرنا منه، فصلوات ربي وسلامه عليه.
وانظر تفصيلاً نافعا في البدعة وأحوالها في جواب السؤال (١٠٨٤٣) .