تحرَّش بها خالها جنسيّاً فأثَّر في نفسيتها
[السُّؤَالُ]
ـ[اعتاد خالي على زيارتنا كل فترة، كان يتحرش بي عندما كان عمري ١٢ سنة، وكنت أخاف أن أخبر أمي ولم أكن أدري كيف أتصرف، توقف عن هذا التصرف عندما تجاوز عمري ١٥ سنة، هذا الأمر كان يتعبني كثيراً، وكنت أبكي كلما تذكرت ولم أخبر أحداً بالأمر فهل هناك دعاء أدعو به ليساعدني، مع العلم بأنني لم أقترف أي ذنب غير أنني لم أخبر والدايّ، ويعلم الله كم أثَّر بي هذا.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
لا شك أن ما فعله خالكِ هو جريمة يستحق عليها العقوبة في الدنيا، والعذاب في الآخرة، وقد قلَّ الوازع الديني عند كثيرٍ من الناس ممن تأثروا بما يُعرض ويُشاهد ويُقرأ مما يحرك الشهوة فيصرفونها فيما حرَّمه الله، وإن من أقبح ذلك وأسوئه ما يكون بين الرجل ومحارمه، فهو مستحق لوعيد شديد في الآخرة.
وكان الخطأ منكِ أنكِ لم تخبري أحداً من أهلكِ ليوقفوا هذا الخال الفاجر عند حدِّه، أما وقد مضى ذلك وانتهى وأنت منكرة للموضوع من أصله فليس عليكِ الآن إثم ولا ذنب.
وعليكِ محاولة نسيان فعله القبيح ذاك، وتعلم درسٍ منه للمستقبل لنفسك ولأبنائك، وننصحك بدعاء الله تعالى أن يفرِّج كربكِ ويزيل همكِ، ومما جاء في السنَّة من هذه الأدعية:
أ. عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزَن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضَلَع الدَّيْن وغلبة الرجال ".
رواه البخاري (٦٠٠٨) .
" الحزَن ": خشونة في النفس لحصول غمٍّ.
" ضِلَع الدَّيْن ": ثِقَله وشدته.
قال ابن حجر:
شرح هذه الأمور الستة: " الهمَّ " لما يتصوره العقل من المكروه في الحال , و " الحزن " لما وقع في الماضي , و " العجز " ضد الاقتدار , و " الكسل " ضد النشاط , و " البخل " ضد الكرم , و " الجبن " ضد الشجاعة.
" فتح الباري "
ب. عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحداً قط همٌّ ولا حُزن فقال: " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمَتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سمَّيتَ به نفسك أو علمتَه أحداً من خلقك، أو أنزلتَه في كتابك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همِّي " إلا أذهب الله همَّه وحُزنه، وأبدله مكانه فرجاً، قال: فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
رواه أحمد (٣٧٠٤) ، وصححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة " (١٩٩) .
ولا تستسلمي لآلام الماضي وتنسي نفسك، وعليك بالانشغال بطاعة الله تبارك وتعالى كحفظ القرآن وقراءة كتب العلم، وسيَر السلف الصالح، والبحث عن الصحبة الصالحة.
نسأل الله تعالى أن يرزقك ذلك وزيادة.
والله الموفق.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب