ـ[أعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعمل السواك عند دخوله البيت. فهل يؤخذ من ذلك استحباب السواك عند دخول المسجد؟]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
قد قال ذلك بعض العلماء، والصحيح أنه لا يستحب استعمال السواك عند دخول المسجد، لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان ذلك مشروعاً لفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ورَغَّب أمته في فعله.
واتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو أن نفعل ما فعل، ونترك ما ترك، فكما أننا لا نترك ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات، فكذلك لا نفعل ما تركه.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
"ولدينا قاعدة مهمة وهي: كما أن الفعل سنة، فالترك مع وجود سبب الفعل سنة، مع أنه تَرْكٌ وليس بفعل، ولهذا أمثلة منها: سنية السواك عند دخول المسجد.
فبعض العلماء قال: يسن له أن يتسوك عند دخول المسجد، وبنى ذلك على (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته بدأ بالسواك) فقاسوا: دخول المسجد على دخول البيت، وقالوا: إذا كان الإنسان يتسوك إذا دخل بيته من أجل أن يقابل أهله بطهارة فم، فكذلك إذا دخل المسجد من أجل أن يناجي ربه بطهارة فم، فنقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدخل المسجد ولم يرو عنه أنه كان إذا دخل المسجد بدأ بالسواك، ولو كان سنة لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، فالسنة أن لا يتسوك إذا دخل المسجد بناء على أن سبب سواكه دخول المسجد، أما لو كان إذا دخل المسجد سيصلي ركعتين فوراً، وأراد أن يتسوك من أجل الصلاة، لا من أجل دخول المسجد فإن هذا مشروع" انتهى.