للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ماذا يقول من تذكر التسمية بعد الفراغ من الأكل

[السُّؤَالُ]

ـ[بعد أن أنهيت أكل وجبتي وهممت أن أحمد الله بعد الانتهاء من الأكل، تذكرت أني لم أقل بسم الله، فهل أقول بسم الله أوله وآخره، الحمد لله؟ أم أقول الحمد لله وحدها؟ أم ماذا؟ أفيدونا مشكورين.]ـ

[الْجَوَابُ]

الحمد لله

المشروع لمن نسي التسمية في أول الطعام أن يقول حين يذكرها (بسم الله أَوَّلَه وآخرَه) أو يقول (بسم الله في أوَّلِه وآخرِه)

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُم فَليَذكُرِ اسمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَوَّلِهِ، فَإِن نَسِيَ أَن يَذكُرَ اسمَ اللَّهِ تَعَالَى فِي أَوَّلِهِ فَليَقُل: بِسمِ اللَّهِ فِي أَوَّلَهُ وَآخِرَه) رواه الترمذي (١٨٥٧) وقال: حسن صحيح.

وقوله: (فإن نسي أن يذكر الله في أوله، فليقل..) شامل لمن تذكر التسمية أثناء الطعام، أو آخره، أو بعد الفراغ منه بالزمن اليسير، لعموم مفهوم الحديث.

قال في كشاف القناع (٥/١٧٣) : " وظاهره ولو بعد فراغه من الأكل ".

وجاء في مغني المحتاج (٤/٤١١) :

" فإن تركها (أي التسمية) في أوله أتى بها في أثنائه، فإن تركها في أثنائه أتى بها في آخره " انتهى.

وقال في نهاية المحتاج (١/١٨٤) :

" لا يأتي بها (أي التسمية) بعد فراغ وضوئه، بخلاف الأكل فإنه يأتي بها بعده " انتهى.

قال في الحاشية على نهاية المحتاج:

" محله إذا قَصُرَ الفصل، بحيث يُنسَبُ إليه عُرفًا " انتهى.

وقد دل الحديث أيضا على أن قول (بسم الله في أوله وآخره) يقوم مقام التسمية في البداية، ويكتب للمسلم أجر الاستعانة بالله في أول الطعام، تكرما وتفضلا منه سبحانه وتعالى.

يقول المناوي في "فيض القدير" (١/٢٩٦) :

" لا يقال كيف تَصدُقُ الاستعانة ببسم الله في الأول، وقد خلا الأول عنها؟!

لأنَّا نقول: الشرع جعله إنشاء استعانةٍ في أوله، وليس هذا إخبارا حتى يُكَذَّبَ، وبه يصير المتكلم مستعينا في أوله، ويترتَّبُ عليه ما يترتب على الاستعانة في أوله " انتهى.

كما أن السنة لمن فرغ من طعامه أن يحمد الله تعالى عليه بأنواع من الحمد، منها:

عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال:

(الحَمْدُ لِلَّهِ حَمدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيرَ مَكْفِيٍّ وَلَا مُوَدَّعٍ وَلَا مُستَغْنًى عَنْهُ رَبَُّنَا)

رواه البخاري (٥٤٥٨)

فمن نسي التسمية في أول الطعام، ثم ذكرها حين فرغ منه، فيستحب له أن يقول (بسم الله في أوله وآخره) ثم يحمد الله تعالى، ويكون بذلك قد عمل بالحديثين، وامتثل ما أمره به النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تعارض في الجمع بين الذكرين بعد الفراغ من الطعام، كما يظهر أنه لو قدم الحمد على قوله (بسم الله في أوله وآخره) فلا حرج عليه إن شاء الله؛ لأن المقصود هو تحقيق الذِّكرَين: التسمية والحمد، فلا يضره بأيهما بدأ.

والله أعلم.

[الْمَصْدَرُ]

الإسلام سؤال وجواب

<<  <  ج: ص:  >  >>