ـ[لدي صديق (عشيق) من أصول باكستانية وهو مسلم. وهو يعيش حاليا في بلد أوربي وأنا أعيش في بلد أوربي آخر وأنا نصرانية.
طلب مني الزواج ووافقت، لكن المشكلة هي عائلته. فهم قد أعدوا له زوجة المستقبل لكنه لا يريد الزواج منها. ولكن احتراما لوالده سوف يفعل أي شئ، إلا إذا أصبحت أنا مسلمة. فإنه عند ذلك يأمل أن والده سوف يوافق على زواجنا.
وعندما عرفت ذلك سألته ماذا سوف تفعل أسرته عندما تعرف أنه سوف يتزوج فتاة أوروبية؟ لكنه لم يستطع الاجابة على السؤال.
والآن سؤالي هو: هل لديك أية فكرة عن ردة الفعل لدى عائلته حول هذه القضية؟ وهل من المحتمل أن يوافق الأب إذا كنت مسلمة؟.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
توقع ردة الفعل من المسائل الصعبة وإن كان الغالب أن الأبوين يريدان تزويج الولد على حسب رغبتهما والغالب أيضا أنهما سيختاران له امرأة من بلدهما قريبة إلى عادات وطبائع المجتمع الذي يعيشون فيه وقد يكون أمر زواج الولد من امرأة غربيّة غريبة ليس بالقضية السهلة لديهما خصوصا وهما يسمعان عن الانحلال في بلاد الغرب وعن الفوضى في العلاقات لدى النّساء الغربيّات، ثمّ إنهما يريدان ولدهما قريبا منهما، وربما يخشيان أنه لو تزوج في الخارج فلن يرياه إلا نادرا، وقد يحذّرانه من مغبة تنشئة أولاده في المستقبل في بيئة غير إسلامية. هذا من وجهة ومن وجهة أخرى فإنهما قد يوافقان إذا سمعا أنّ الولد سيتزوج من امرأة مسلمة شريفة ومستقيمة وخصوصا إذا كان ولدهما سيستقر للعمل في بلاد الغرب بعد إنهاء دراسته وكذلك إذا كانا يقدّران رغبة الولد ويُقيمان لها الوزن الأكبر، وهذا شيء يتفاوت فيه الآباء.
وعلى أية حال فإنّ دخولك في الإسلام أمر لن تخسرين به سواء تزوجت هذا الرّجل أم لا، فإذا أسلمت وحصل الزواج بعد توبتكما من العلاقة المحرّمة فيكون قد حصل ما تريدينه، وإن لم يُكتب لك الزواج منه فقد يوفقّك الله بالزواج من رجل آخر نظيف مسلم تسعدين به، وتذكري أنّ أهمّ ما في الموضوع هو أنه ينبغي أن يحصل لديك اليقين بأنّ السعي في إرضاء الله باتّباع دينه أهمّ من جميع الاعتبارات الأخرى، ونحن على أية حال نتمنى أن تُسلمي وأن يحصل لك ما تريدينه وأن تتحقّق آمالك وِفْق شريعة الله تعالى، وشكرا على ثقتك وسؤالك.