للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[نصيحة " ١٠ ": المكتبات الصوتية في البيت]

المسجل في كل بيت ممكن أن يعمل في الخير أو في الشر، فكيف نؤثر في استخدامه ليكون مرضيا لله؟

من الوسائل لتحقيق ذلك: عمل مكتبة صوتية في البيت تحوي طائفة من الأشرطة الإسلامية الجيدة، للعلماء والقراء والمحاضرين، والخطباء والوعّاظ.

إن سماع أشرطة التلاوة الخاشعة من أصوات بعض أئمة صلاة التراويح مثلا، له تأثير عظيم على الأهل في البيت، من جهة تأثرهم بمعاني التنزيل، أو حفظهم من جراء تكرار ما يسمعون، وكذلك من جهة حمايتهم بالسماع القرآني عن السماع الشيطاني من الألحان والأغاني، لأن الآذان والصدور لا يصلح أن يختلط فيها كلام الرحمن بمزمار الشيطان.

وكم لأشرطة الفتاوى من أثر في تفقيه أهل البيت بالأحكام المختلفة، التي يتعرضون لها يوميا في حياتهم، ومما يقترح في هذا الجانب سماع الفتاوى المسجلة للعلماء أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني، والشيخ محمد العثيمين والشيخ صالح الفوزان، وغيرهم من الثقات في العلم والدين.

ولابد أن يعتني المسلمون بالجهة التي يأخذون عنها الفتوى، لأن هذا دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، فالأخذ عمن عُلم بصلاحه وتقواه، وورعه واعتماده على الأحاديث الصحيحة، وعدم تعصّبه المذهبي، وسيره مع الدليل، والتزامه بالمذهب الوسط فلا تشدد ولا تساهل، هو الخبير الذي نسأله " الرحمن فاسأل به خبيرا " سورة الفرقان الآية: ٥٩.

والسماع للمحاضرين الذين يعملون على توعية الأمة، وإقامة الحجة، وإنكار المنكر، أمر مهم في بناء شخصية الفرد في البيت المسلم.

والأشرطة كثيرة والمحاضرين كثر والمهم أن يعرف المسلم سمات المنهج الصحيح للمحاضر حتى يحرص على أشرطته ويطمئن لسماعها. ومن تلك السمات:

أن يكون على عقيدة الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة، ملتزما بالسنة مفارقا للبدعة، وسطا في منهجه لا من الغالين ولا من المفرطين المتساهلين.

أن يعتمد الأحاديث الصحيحة ويحذر من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

أن يكون على بصيرة بحال الناس وواقع الأمّة، يضع الدواء على موضع الداء، ويقدّم للناس ما يحتاجون إليه.

أن يكون قوّالا للحق ما أمكنه، لا يتكلم بالباطل ولا يرضي الناس بسخط الله

وكم وجدنا في أشرطة الأطفال من تأثير كبير عليهم، سواء في حفظهم لسور متعددة من قارئ صغير يتلو، أو أذكار اليوم والليلة وآداب إسلامية، وأناشيد هادفة، ونحو ذلك.

إن وضع الأشرطة في أدراج بطريقة مرتبة تُسهّل الوصول إليها من ناحية، وتحافظ على الأشرطة من التلف وعبث الأطفال من ناحية أخرى، ولابد أن نسعى في نشر الشريط الجيد إهدائه أو إعارته للغير بعد سماعه. ووجود مسجل في المطبخ يفيد ربة البيت كثيرا، وكذا في غرفة النوم يساعد على الاستفادة من الوقت لآخر لحظة.

<<  <  ج: ص:  >  >>